قواعد العشق في «الأربعين»

 

د.محمود رمضان - مصر
ثمة مبادئ عامة يكشف عن جل عناصرها الإنسان المفكر حين يمر في حلقة نهاية العقد الرابع من العمر.
 ويأتي في مقدمة هذه المبادئ الإرهاق الحياتي بشكل عام، لاسيما التداعي المشكل للضغوط المختلفة التي اعترت الإنسان خلال العقود الأربعة الماضية، قبل اكتمال الحلقة الخامسة من سيناريو العمر.
 ويضع الإنسان المبدأ الثاني وهو إجهاد المسؤوليات في الحياة ذاتها، وثقل ما بها من ضغوطات عملية وعلمية، وغيرها من اللبنات الأساسية لهذا المبدأ، مما يجعل الإنسان يحاول التقاط الأنفاس بالخلود للراحة في بعض الأحيان، والتخلص من تلك الأحمال بعدم تأجيل إنجازها للغد، والعمل على اختيار أنفع الأعمال، استنادا إلى الخبرة التي اكتسبها خلال الحلقات الزمنية المختلفة.   
 ويشكل المبدأ الثالث تحقيق الطموحات التي كانت مؤجلة منذ الصغر، والتي تعد مهمة جدا وبمثابة آمال لآخرين يتعلقون بوجود الإنسان في هذه الدنيا، مما يجعل من الصعب أن يقبل الإنسان على مجرد فكرة أن يتحمل أعباء إنسانية جديدة أو التعرض لأي ضغط حياتي جديد أيا كان نوعه أيضا.
لذا يجب أن يكتفي الإنسان بالتذوق لكل جميل مريح غير مرهق له كي تستمر الحياة.
 ورغم الاقتناع المبني على حقائق إنسانية عظيمة في أهميتها، سامية في مضامينها وتأسيسها السليم، فإن الإنسان بحاجة ماسة إلى قلب مخلص يحتوي بالحب كيان إنساني استثنائي في عشقه وغرامه وحبه ، إلا أن ضيق وصعوبة التحمل لمزيد من الضغوطات التي تلازم ميلاد حب ورعايته والحفاظ عليه وصيانته من الوهن، تجعل الإنسان يلتزم بكل دقة بقواعد العشق في نهاية العقد الرابع من العمر، ويرفع الراية البيضاء، بعيدا عن كل إجهاد يرهق سنوات العمر أو لا يحقق السعادة المنشودة في الحياة دون الآلام الموجعة في بعض الأحيان، والتي بلاشك تترك آثارا جانبية لا تمحوها السنون.
ويختتم المبدأ الرابع القواعد العامة بذكر تفاصيل ما ورد في المبادئ السابقة، وبيان عناصرها بجلاء للطرف الآخر، حتى تنجلي الحقيقة، ويلتمس فضاءات نور وساحات بهجة، قد يدخلها لقلب الإنسان دون أثقال جديدة عليه، بالإضافة إلى بث الطاقات الإيجابية، وروح الطموح والأمل، وتحقيق السكينة والطمأنينة، وإظهار التصالح مع الذات، مما يخلق نطاق إنساني راق للحب والعشق الأبدي.
تخففوا من أحمالكم النفسية.. تصحوا.

 

تعليق عبر الفيس بوك