"غنائم المونديال".. انتعاشة اقتصادية وأرباح بالمليارات وتراجع كبير في ساعات العمل

 

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

انفضَّ سامرُ كأس العالم "روسيا 2018"، بعد أن جنى المستفيدون منه مليارات الدولارات، وأُنفقت عليه مليارات أخرى، وفي الوقت الذي يحتفل فيه الفائز بالكأس الذهبية، فإن آخرين أخذوا يعدُّون كَمْ مليارا ربح، فيما ثلة أخرى بدأت حسابات الخسائر.

أقل المبالغ لكن أكثرها دقة هي ما حصلت عليه الفرق المشاركة والفائزة بكأس العالم؛ حيث كان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد خصص 400 مليون دولار للفرق المشاركة في الدورة، غير أن الحسابات تشير إلى أن المونديال صبَّ مليارات الدولارات في خزائن الاتحاد الدولي، بعائدات فاقت حاجز 4 مليارات دولار، غالبيتها من حقوق البث التليفزيوني وحقوق التسويق وبيع التذاكر.

البيانات المتاحة تُظهر أن القيمة السوقية للفرق المشاركة في المونديال وصلت إلى 12.35 مليار دولار، وأعلاها قيمةً الديوك الفرنسية بـ1.362 مليار دولار، ثم الماتادور الإسباني بـ1.266 مليار دولار، تليه الماكينات الألمانية بـ1.212 مليار دولار.

وبحسب تقرير لمجلة "فوربس"، فإن الحدث الرياضي الأكبر في العالم، تابعه نحو 3.4 مليار شخص، وفيما حظيت المباراة الختامية، أمس، بمتابعة أكثر من مليار شخص. وتشكل هذه المشاهدة مكاسب للشركات الراعية والمعلنة، لكنها أيضا ربما تتحول إلى خسائر، خاصة في ظل دراسة توضح انخفاضا ملحوظا في أداء الموظفين والعاملين الذين تفرغوا للاستمتاع بالمباريات، حتى وإن كان ذلك خلال ساعات عملهم. وتقول الدراسة إن 28% من الموظفين أكدوا أنهم يفعلون ذلك، وقدرت دراسة لوكالة بلومبرج الإخبارية أن تكلفة بطولة كأس العالم بالنسبة للاقتصاد العالمي بسبب الإنتاجية الأقل للموظفين، بلغت 14.5 مليار دولار في أول أسبوعين من المونديال.

الخسارة حلَّت أيضا بالشبكات التي اشترت حقوق البث الحصري لمباريات المونديال، وخاصة "بي.إن سبورت" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث كانت أكثر الدورات إثارة للجدل في هذا الشأن، خاصة في ظل سهولة المشاهدة عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى، وينتظر أن تكشف الشبكة القطرية خلال الأيام القليلة المقبلة عن حجم خسائرها بسبب القرصنة، وغيرها من الخطوات التي ارتبطت أحيانا بعوامل سياسية. وحسب ما هو معلن فإن الحصول على حقوق البث الحصرية تصل كلفته إلى 2.5 مليار دولار.

أمَّا روسيا -مُنظم العرس العالمي- وبحسب وكالة إنترفاكس الروسية، فإنها أنفقت أكثر من 20 مليار دولار للتحضير للحدث الأكثر شهرة، لكنها في المقابل حصدت العديد من الأرباح ليس فقط بما أنفقه ملايين السياح والمشجعين خلال المونديال من أموال، لكن أيضا بما أضافته من حركة اقتصادية ودعاية سياحية وفرص عمل جديدة، ربما تفوق مردوداتها ما أنفقته أضعافا مضاعفة.

وبعد إسدال الستار على المونديال، تتجه الأنظار إلى الدورة المقبلة في قطر 2022، ويبدو أن مونديال قطر سيحطم كل الأرقام القياسية في الإنفاق؛ حيث نُقل عن وزير المالية القطري شريف العمادي قوله إن بلاده تنفق أسبوعيًّا 500 مليون دولار على بناء البنية الأساسية لاستضافة كأس العالم، وأن هذا الإنفاق سيستمر حتى العام 2021.

وفي ظل الأوضاع السياسية بين قطر وبعض جيرانها، فإن كثيرا من الكلفة أضيف لفاتورة الاستعدادات، لكنه في نفس الوقت فتحت الباب أمام كثير من الشركات من دول أخرى للعمل في مشروعات قطر لكأس العالم من بنية أساسية وملاعب وفنادق...وغيرها.

تعليق عبر الفيس بوك