لعبـــة الأقـــــدار


د. ريم سليمان الخش – باريس

أسهبتَ في تأويل ما لايُعقلُ
تلك المشاعر نفحةٌ بك ترحلُ
//
بالغتَ في شرح المعاني علّها
في الغيب تبدو واحة بك تحفلُ
//
وأضعت في هوس الحروف تساؤلا
حول النقاط وأيهنّ الأمثلُ!!
//
دع عنك تنقيط المشاعر إنها
ظمأ الحياة مؤولٌ ومنّزلُ
//
في الغيب أيدي الله تمسح حزننا
وتقدر الأجواء كيفَ سترسلُ
//
إني بأمر الله ظبيتك التي
عشقت مروجك واحتواها الجدول
//
عبثا تحاول شرح اعصار طغى
عبثا تُنقط أسطرا وتُشكّلُ!!
//
طفلا أراك إلى المتاهة ناظرا
شغفا لها تهفو ولا تتململُ
//
طفلا يرى في الكون واحة مجده
فتطيل في لثم الحروف وتثمل
//
طفلا تداعب مهجة جدلية
وتذوق معنى الناهدين وتنهلُ
//
ترنو لعين الشمس تحضن هدبها
وتخاف أن يمضي الشروقُ فتذبلُ
//
وتطيل في رسم الغروب تيمنا
أنّ الهلال بحضنها قد ينزلُ
//
أنّ النجوم إذا بدت غورية
تركت عيون الأفق منك تُكحّلُ
//
وتغيب بين ضفائر غجرية
في ليلها الدفء العميق مؤولُ
//
ماذا تقول إذا احتوتك سماؤها
فتكاثفت فيك الغيوم الهُطّلُ
//
ماذا تقول إذا نقشتَ بنحرها
اسطورةً عبثية لاتعقلُ!!
//
أو قد حُصدت على مناجل ثغرها
والثغر وحشيُ الهوى ومقتِّلُ
//
أو قد رُميت إلى غياهب جبّها
حيث الليالي الضاريات الحُفَّلُ
//
ماذا تقول لومضة شبقيّة
لمعت بها عين السماء تُبللُ
//
والمرسلات على الشعور نوازلٌ
وصواعقٌ فيها الوجود الجحفل
//
ماذا يصير إذا انتهيت بسحبةٍ
حيث الدخان مولهٌ متبتلُ
//
كم تشتهي دمك الحبيب سنابلا
ويلذّ في قطع العروق المنجلُ
//
كم تشتهيك مقتّلا في ضمة
لتغيب من وجع الفراق ترّحلُ
//
البحر لا يُغري الغريق بعمقه
هي لعبة الأقدار حين تُضللُ

 

تعليق عبر الفيس بوك