البيّداء حقلٌ من الموت


عبد الله زيادة – فلسطين

في ضبّاب ِ لنّدن ..
لا شيء من الوضوح..
سوى ساعة ِ الوقّت ..
وكل المّارة كانوا دقائق عابرّة ..
ثم تلاشوا مع الريّح ..
غدّوا رمادا ً في مدّن ٍ كثيرة ..
لتتضح معالمهم في مدينة النّور ..
على أنهم بيارق من المجد ..
تعلو "إيفل" الشاهق ..
كانوا هوية ً واحدة .. رغم تعددهم ..
كل ما في الأمر أن ما يجمعهم ..قطيّع الذئاب ..
على ضحية ٍ واحدة ..
ضحية ً من الغبار المتناثر ..
في البيّداء الفسيّحة .. التي تكتظ بالرمال المتحركة
بعدما غدت فارغة من جوادها الأصيل..
فتمزقت عبر الزمن ما بينهما..
لتصبح اليوم مطمّعا ً للجميع ...
لتصبح سِكة حديد لكل قطّارات الغدر..
بحرٌ من الفساد المستشري في ضفافه الممزقة..
ليعلن الفارس الجديد عن نصره المؤزّر ..
دون قتال.. بل دون حرب ...
هكذا كانت صوّر الكرّم الخالد..
كرّما ً حالك الشكل..
جعل من البيّداء ..حقلا ً من الموت ...

 

تعليق عبر الفيس بوك