مدرين المكتومية
تضطر المرأة لأن تتزوج في كثيرٍ من الأحيان بعد تجارب حب فاشلة ولكن غالبًا ما يكون الخيار السريع عرضة للفشل، الفشل الذي من شأنه أن يُحيل الحياة إلى جحيم تام، يُصبح البقاء فيه محالا والاستمرار معلقاً بالأمنيات في عالم الأحلام.
تبدأ العلاقات إما بصدفة رائعة وبداية جميلة، لا يتوقع أحد نهايتها التي لا تشبه البداية أبدًا، ومشكلتنا تزيد لأننا لم نعتد على الرحيل بهدوء ورقي، نرحل لنكسر كل مواقفنا النبيلة والرائعة، نرحل لنضع وصمة ألم في قلب من أحببنا يوماً ليتذكرنا دائمًا بكل سوء.
وفي حين يكون الزواج معضلة أمام البعض يجد البعض الآخر أنه حل للكثير من مشاكلهم الحياتية كالهرب من الوحدة والالتزامات، ولكن هذه المفاهيم ليست صحيحة ولا ضمانات لها، فالزواج مشروع يحتاج إلى تكاتف ويحتاج إلى جهد ووقت واستثمار صحيح لكل اللحظات حتى لا يصبح الأمر روتينياً أو لا يكون الهرب سبباً من أسباب الاحترام، فالحياة الزوجية بالنسبة للمرأة تختلف عن الرجل، المرأة تضطر في مرحلة من سنوات العمر أن تبيع أجمل لحظاتها لأجل الارتباط برجل من اختيار الأهل أو لأنها وصلت لعمر لا يمكنها التريث أكثر، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك برغبتها لإنجاب أطفال قد تحرم منهم لو ظلت عزباء لفترة طويلة.
هذه المقاييس ليست حقيقية ولا يُمكن الحكم على كل العلاقات من خلالها لكنها تحدث وتحدث كثيرا، خاصة في القرارات غير المدروسة والتي تأتي بعد فقدان الأمل، فنسمع الكثير من الحالات التي كانت خيارات الفتاة فيها للزواج برغبة الأهل أو بضغط ممن حولها أو ربما بعد علاقات فاشلة وفي كثير من الأحيان بسبب توجهات شخصية، ولكن هناك علاقات تأخرت وأثبتت نجاحها وكل ذلك يعتمد على الزوجين ومدى تمسكهما بنجاح العلاقة، فالأمر يحتاج لوقت وجهد لتعرف على شخص مختلف، بين ليلة وضحاها مضطر أن تتعايش مع اختلافاته وتوجهاته، يشاركك طعامك ولحظات وحدتك، يتقاسم معك كل شيء، فهو أمر بالنسبة للكثيرين ليس بتلك السهولة، وهناك من يستسهل الأمر حتى يقع في التجربة وعندها يبدأ بالشعور بالرتابة والبحث عن التغيير، كل شيء في الحياة يجب أن يؤخذ بتأنٍ واختيار ومعرفة على الأقل، دون النظر للأمر بأن العلاقة ستنجح لأن الطرفين لم يكن لهما معرفة مسبقة ببعضهما البعض، فهذا الأمر أيضا يشكل حاجزاً أمام النجاح، لكن يبقى الزواج بالنسبة للمرأة مختلفا تماما عن الرجل، لأن الرجل في نهاية المطاف لا يرى الأمر بتلك الزوايا التي قد تراها المرأة، فهي تستطيع أن تضغط على نفسها أكثر من مرة لتتخطى العقبات في حين أن البعض من الرجال لا يملكون أدنى مسؤولية نحو التنازلات التي تقدمها المرأة ويكون الأمر بالنسبة لهم عاديا واعتياديا، يخطئ في حقها ويتمادى في تصرفاته معرفة منه بأنها لن تقوى على أي شيء.
وما يجب أن يعيه الرجال من الجيل الحالي هو أنَّ هناك بالفعل نساء مغلوب على أمرهن، ولكن هناك في نفس الوقت نساء لا يسمحن لأحد أن يتمادى أو أن يدوس لهن على طرف فالموازين تغيرت والحياة أيضًا تغيرت لذلك لم يعد الزواج أمرًا ضروريًا ولا البقاء فيه أمر اضطراري.