هذا البـحرُ يَعبُرُني كل مساء


عائشة بنيس - بروكسل

(1)
يَمُـرُّ بِـه موكـبُ العابرين
وهو مصلوبٌ على جِدع الزّمنِ
كأنه مصيدةٌ للوقت!!

(2)
في طريقه إلى قِمّتـه، سقطت مِنه أشياء كثيرة
حاول التقاطها ولم ينجح
قبل أن يصل بقليل، سقط قلبه
آخر ما بقي في جعبته
مِن أعلى القمة
كانت الريح تُدحرجُ
هيكلا فارغاً

(3)
هذا كلّ ما بقي لك
تقليم عُشـبٍ
ينمُو على صفرةِ القلب

(3)
هذا القلبُ يغزلُ
وتِلك الأيــامُ
تنكث !!

(4)
مُتعِبٌ هذا البياض
سأرسُمُ أرجوحة
بيني وطني
والوَطـن

(5)
صار الرصيفُ بعيدا
بعيدا بما يكفي البحر
لصُنع تابوتٍ
يليقُ بِتُراب الوطن

(6)
يحتاجُ عصا
بِـطُول ساعاتِه
هذا النّهــارُ الأعمى

(7)
كان يراها الأرض
التي لن تبخل عليه بشئ
ذات مساء انشقت
وابتلعته !!

(8)
هذا البـحرُ يَعبُرُني كل مساء
يترُكني أجمعُ القشَّ لِلغرقى
ويمضِي ضاحِكاً

(9)
هل يخافُ الأمواتُ
في الليل،
حين ينام اللصوص
في المقبرة؟!

(10)
لو علَّمتني الاحتراس من إخوتي
ما افتـرسني الذِّئبُ
يــا أبي

(11)
أكلــنِي إخوتــي
ولمْ يأكُـلني الذِّئبُ
يــااا أبي

(12)
صغير هذا العالم
بخطُوطه الدائرية
بصمة أُصبعٍ

(13)
كأنني السحاب
بعضي
يمضي ببعضي!

(14)
من رصيف إلى رصيف
تُدحرجها الريح
أوراق الخريف

(15)
يضع العالم
على ذراعـِه
بائعُ صحفٍ مُتجول !!

(16)
- بشُعاع فقره
يُلـمِّعُ حذاءك
ماسحُ الاحذية

(17)
ما يجمعُه الله
يُفرقه الفقر
ورقةُ طلاق !

(18)
يطأطئ رأسه خجلا
من ظلال انكساره
عمود الإنارة

(19)
الحذاءُ الذي ضاق عليّ
اتّـسع للريح
فعـمَّرتهُ

 

تعليق عبر الفيس بوك