أُدغدغُ أسفلَ قدميكَ وأنتَ تقرأ


فاتن باكـير – سوريا

تخيل أنك تقضم العالم وأنت تقف على رؤوس أصابعك باستسلام طفل...
وتفكر أنها ستكون نهاية سعيدة لكل حزنك...
قضمة وراء قضمة...
ورشفة وراء رشفة...
لأنك حين تفتح عينيك لن ترى قبح العالم على شاكلة الموت المتكرر كل لحظة..
لأنك ستقنعني أنها هلوسات الأدوية التي أتناولها كل ليلة كي تهدأ أوجاعي..
وأنني أخترع عالماً جميلاً لا أحد يراه غيري...
وبالطبع أنت لا تراه أيضاً لكنك تكذب عليّ...
أنا أحب هذا العالم حتى لو كان مجرد هلوسات..
أستطيع أن أراك....
أن ألمسك ....
أن أغضب منك.....
أن أكتب الممنوع دون أن تمنعني....
أن أُدغدغ أسفل قدميك وأنت تقرأ....
أن أتأملك وأنت نائم...
أن أسبُّك....
عندما أفكر بـ (نحن) تكون أنت في الطرف الآخر من الحياة...
تقضم عالمك الخاص ولا تتذكرني...
تتحدث عني بصيغة الماضي وتقول عني (كانت)
كانت تحبني...
كانت تروق لي...
كانت تأكل قلبي وهي تضحك...
كانت تقتلني بشاماتها الستة عشر...
لماذا نكره فعل الماضي؟ إنه جميل أيضاً
على الأقل يحتفظ برائحة ما....
***
يا .......
أود أن يعرف الجميع..
أنك أنت الذي يشرب العرق البلدي معهم حين تتحدثون عن حبيباتكم...
حين ترسلون لحظاتكم المميزة عبر الواتساب
وتضحكون...
وتلعنون الحرب برشفة عرق..
وتشتمون أهلكم في لحظة سكر....
وتتجادلون من منكم يحب حبيبته أكثر...
وتنامون في آخر الليل على سواعد بعضكم..

***
أحيانا - من كتر الأسى - أخاف على قلبي
من كثرة ما ثُقب....
أخاف أن تأتي ذات يوم  ولا تجده..
أخ ... كم اللحظة الصامتة بشعة...
حيث لا يمكنني سماعك مهما صرخت....
كم مدنك مزدحمة بالضالين حيث لا طريق ....

 

تعليق عبر الفيس بوك