متـاهــة ُالأشكال


حسن شهاب الدين – مصر

فسَّرْتَ لي الترحالَ بالترحال ِ
فتمردتْ لغتي على صَلصالي
وتركتني..
 في جنـَّةٍ وحشيـَّةٍ
من أحرفي
 أعدو وراء ظلالي
أحدو
- على ظمأ –
 قوافلَ حيْرَتي
في تيهها
 وأريقُ ماءَ سؤالي
شَرَكٌ هي الكلماتُ..
 أيُّ خرافةٍ قزحيةٍ
من حكمةٍ وضلالِ
 شكـَّلـْتَ تمثالي
 بطين ٍناطقٍ
ورضيتَ لي حرية المَثــَّال
وكما أردتَ
أعدتُ تشكيلَ الحياة
على يديك
بأحرفي ومُحالي
 رتـَّبْتُ فوضى الصمتِ
ثم تركته
يتلو أغانيه بصوتٍ عال ِ
وقرأتُ سِفـْرَ الماء
شِدْتُ حضارة
من غيمةٍ ترعى بأفقٍ خال ِ
أطلقتُ صُبحا
 من تفاعيل المدى    
 ليكونَ نافذة
 لبيتِ خيالي
وأقمتُ مئذنة لليل ٍراحل ٍ
ما بين فاصلتين
مرَّ ببالي
ورسمتُ كونا
 من فراغ ٍناعم ٍ
متضارب الاشباه ِوالامثالِ
أنا لم أكنْ..
 والأبجدية سِدْرتي
والوحيُ
- نصل الغيب-
يقرأ حالي
أنا لم أكنْ..
 كان البياضُ غوايتي
وسرابـُك الصدِّيقُ
 أفقَ جمالي
وغزالتان..
 على معارج ِفضَّةٍ
تصَّاعدان بطفلكَ المُختال
..كانتْ طيورُ يديكَ
 حطـَّتْ في دمي
ورشفنَ
 رجفة َصوتيَ السلسال
وحديقة ُالنهوند
فيَّ تفتـَّحتْ
لسحابةٍ إيقاعُها متوال ِ
أوغلتُ في الكلماتِ..
 وزَّعتُ المدى نصفين
بين سمائها..وهلالي
وصحبتُ فيها الشعرَ
طفلا لم يزلْ
يلهو بدميتِه
مع الأطفال ِ
ولمستُ لونَ الميم
أبصرتُ انفلاتَ الراءِ
سرت على انحناء الدال ِ
حتى اكتملتُ على صليبِ قصيدتي
فإذا أنا ومتاهة الأشكال ِ.

 

تعليق عبر الفيس بوك