رَفْرِفْ بِجَنَاحَيْكَ حَلِّقْ


أحلام الدردغاني - لبنان


[1]
(تاهَتِ الدُّروبُ)
جُزَافًا باءَتِ المُحاوَلاتُ بالفَشَلِ
سَطْرًا يَمْحو سَطرًا
نَدَّانِ وَأُقْحُوَانُ
دُرُوبٌ عَاثِرَةٌ تَستَجْدِي
بِبَابِ اللَّهِ خَاشِعَةً
أَللُّقْيَا
سِرَاجٌ يَمتَلِئٌ
عاكِفَةٌ الصَّمْتَ أَستَرْسِلُ
إِغْرَاقُ لَحْنٍ
هُوَذَا النَّايُ يَتَّحِدُ
نُوْتَاتٌ اجْتَذَبَتْهُ
كَمِثْلِ خَلِيَّةٍ
يَجْتَذِبُها الرَّحِيقُ.

[2]
(نَظَرِّيَّةٌ)
شُدَّ أَزْرَكَ
ثُلاثِيُّ الأَبْعادِ هُوَ الوَقْتُ
مَسَسْتُ الذَّاكِرَةَ بِأَنامِلِيْ الحَرِيرِ
هَذَّبْتُ دَفْتَرِي  
لَنْ يَضِيْعَ حَرْفٌ قِوَامُهُ تَقْوِيْمُ قَلْبٍ
مَّا عَرَفَ سِوَى الحُبِّ
فَوْضَايَ أَنَاي
ورَقَّاصُ ساعَةٍ يَغْمِزُ بِطَرْفِ عَيْنٍ
هُذَّ عَقارِبَ زَمَنٍ
يَفوقُ احتِمالاتِ يَقَظَةٍ
تَؤُوبُ مَسَاءً إِلى مِحْرابِ صَمْتٍ
مَصلُوبٍ
يَلتَمِسُ الرُّؤَى مِنْ مُقْلَتَي سُهادٍ
يَتَوَسَّدُ الفَجْرَ نَدِيًّا.

[3]
(تَغْرِيْدَةٌ لَامِعَةٌ)
أُغَنِّي مَعَ البَلابِلِ
أَحْتَبِسُ اللَّحَظَاتِ الجَمِيْلَةَ
فِيْ قارُوْرَةِ طِيْبٍ
أَمْزِجُ تَوابِلَ الشَّرْقِ
يَطْرَبُ الوُجوْدُ
آنِيَةُ النُّحاسِ تَلْمَعُ
أَلشَّمْسُ حَيَّةٌ
وَنَحْنُ ،أَبْناءَ النُّوْرِ،
نَرْقُصُ هَزَجًا
كُلَّمَا ضَوَّأَ قِنْدِيلٌ
رَفْرِفْ بِجَنَاحَيْكَ حَلِّقْ
آخِرَ  الأَمَسَاءِ أَمْدَاءُ
لَوِّنْ بِرِيْشَتِكَ الأُفْقَ
أَغْرِقْهُ
مُدَّ غَسَقَهُ مِنْ غَسَقِكَ
تَمْتَزِجُ الْحَيَاةُ بِالحَياةِ
تَرْتَجِفُ الرُّوحَ
تَتَفَتَّحُ بَرَاعِمَ الحُقْولِ نَضِرَة
الأَخْلاطُ أَمْزِجَةٌ أُخْضِعَتْ
لِكِيمْياءِ العَبَثِ.

[4]
(أَثِيْرٌ نَاعِمٌ)
مِنْ رَحِيْقِ الشَّوْقِ
ضَوْعُ عِطْرٍ
إِضمَامَةُ نَسِيْمٍ سَكْرَى
مُحَيَّاكَ وُجُودٌ
هَمْسٌ رَقِيْقٌ
شَدْوُ نَغَمٍ
أَعْنَابُ دَالِيَةٍ سَكْرَى
نَبِيْذُها سَخَاءٌ
عِتْقُهُ عِشْقٌ
فَيْضُ خَوَابٍ
أَبارِيْقُ وَجْدٍ
رِوَاؤُها تَوْقٌ
“عِقْدٌ فَرِيدٌ"
وَسِوَارٌ يَاسَمِينٌ
 يَاسَمِيْنُ.

 

تعليق عبر الفيس بوك