سقوط إلى الأعلى


رشيدة القدميري – المغرب

حين تكبر تفاصيلك بداخلي
أصمت...
فتثرثر أبجديتي
يبرع الشوق
في غزل السواد
وها هو الليل
بلا نهاية..
ترى، كم سيكلفني
أن أنسحب منك بهدوء
أو تصوم روحك عن استيطاني؟
أخيط ثوبي من عناقيد البرد
لأشعر بدفء همسك
قل لي بربك
كيف أتخلص منك
يا جلدا يكسوني؟
يا صدى ذكرى
توغلت في الوريد
أثملت الألم مرارة..
بعمق البحر
أصبح الفراغ
اللا عودة باتت الشعار.
ذعرت الأشجار
ركضت حافية
وراء ظلي الهارب مني
تأنق السواد
قرع طبول الانتشاء
تعرى..
أقام مراسيم الفرح.
هدوء صاخب
ابحر عبر فوضى الحواس
وعلى امتداد الآه
شرع الشوق في
رقصته المعتادة
على أعصابي..
اختفى ظلي
تحت عباءة جبنه
استأسد الحنين
توالت الطعنات
من كل الجهات
تعطلت عقارب الزمان
تمدد المكان..
أسترشد بتقاطيع وجه
غائب...حاضر
في متاهاتي..
يزهرجرحي
كصوت البرق والرعد
كصهيل الموت
ينزف جحيما
يؤرق عيني
يبقي الروح قيد احتراق
كالنار في الهشيم
يسقط بقايا أحلامي
يسقيها بدمي...
هربا مني
أبعد ذاكرتي عني
حافية أركض إلى سراب يضمني
شظايا أنفاسي تورق
شمعدانا في طريقي
وأزاهير بلون الألم والقرمز
تدوس ظلالي..
لم يعد هناك سوى
صوت إيقاع خافت
لزمن يدوي..
أحضن ريحا
تشتت رمادي
 وها ...أنا...
معلقة بين سماء ترفضني
وجسد تمرد
على قوانين "نيوتن"
فسقط إلى الأعلى..

 

تعليق عبر الفيس بوك