نبوءة أربعينية


أسامة الخولي – مصر

الأربعونَ تشدُّني منْ معصَمي
وأنا، وأنتِ
قصيدةٌ لمْ تُختَمِ

الأربعونَ
وما سيبقى بعدها
غير احتمالٍ
من حنينٍ موسمي

ما زالَ طعمُ البدءِ يملأ ُ خافقي
وصهيل ُ أغنيةٍ
تثورُ على فمي

لكنني
أُنسيتُ كَرهًا جبهتي
أَحْتلُّني؛
ولغير وجهي أنتمي!!

أُرغمتُ أنْ أغلي مرارًا،
أنطفي
وأفرُّ من حزنٍ
لحزنٍ مُرْغَمِ

وكما رصيفٍ
مُهمَلٍ
أرنو إلى
خطوٍ جهيدٍ
أو حضورٍ مَلْحَمي

الأربعونَ نبيُّ حزنٍ فارهٍ
ينبي عن الآتي
بصمتٍ مجرمِ

ما عاد غيرك في المرايا يختبي
يا آخر امرأةٍ تجيد تشرذمي

الشارع الأوَّاهُ ينكأُ جرحهُ
وكنيسةٌ ترنو إليه كمريمِ

فلربما عني تُبلَّغُ آيةٌ
صمتُ الوداعِ
كما ازدحامِ المأتمِ

ورأيتُ وجهكِ مثلَ خارطةِ الضحى
يدنو
ويدنو
في جلالٍ مبهمِ

من أين جئتِ الآن؟
تسأل ُ خطوةٌ
فتردَّ زاويةٌ
وأخرى تنهمي

يا ذي المساءات ِ الجهيدةِ من هنا
من مرَّ فوق الجرحِ كيما يندمي؟!

الأربعونَ تشدُّني من معصمي
ودمُ الجهاتِ يَنزُّ خلف تأزُمي

 

تعليق عبر الفيس بوك