سطـــآوة المــــــال

د. ريم سليمان الخش - باريس


شهوة المال لعنةٌ حمراءُ
يتلظى بلفحها الأحياءُ
تترك القلب في مهب ضياعٍ
في نعيم مزيفٍ لاارتواءُ
تدعُ الروح في مطبٍ مدمى
في كهوفٍ تُشيدها الظلماءُ
//
وسرابٌ بقيعة ومرايا
في رؤاها ندامةٌ وفناءُ
سطوة المال نقمةٌ وتجني
والليالي أليمةٌ نكباءُ
//
يدعسُ الزهرَ كبْرُها في احتقارٍ
يهبُ الكون غمّةً إذْ يشاءُ
كلّ جرحٍ مرّده شوك تيهٍ
تتأذى بوخزه الأحشاءُ
وضحايا على خطاه وجوعٌ
في فضاءاتٍ لونها الإدماءُ
من وحوشٍ على الدما تتغذى
لاوصالٌ لاعيشةٌ غرّاءُ
//
تتربى في قيده ألف نفسٍ
بامتهان وظلّها الإنحناءُ
كذبابٍ على الغثاء كثيفٍ
في ابتذالٍ وخسّةٍ لا ارتقاءُ
//
خائنٌ عابثٌ لقيطٌ مسمى
سهمُ مالٍ وحربه الشعواءُ
غزت الأرض باشتعالٍ مريعٍ
وتهاوت نيازكٌ هوجاءُ
وترّدت حضارة الورد فينا
وذوى الحبّ باكيا والنقاءُ
//
إيهِ قلبي لتمنح الحب دوما
وحده الحب راحةٌ وشفاءُ
ربّ طيرٍ بلوعةٍ راح يشدو
ربّ نايٍ لحزنه أصداءُ
انثر الحَبّ للطيور بهاء
وامسح الحزن عن هوى يستاء
//
لجراحاتٍ في الورى كن رحيما
غصّة العمر محنة وانطفاءُ
بيد أني في بئرهم سوف أُلقى
تزدريني الغمامة السوداءُ
وخلاصي بدرْهَمٍ كأسيرٍ
بيعُ بخسٍ وطعنة دهناءُ
//
يكشفُ المال معدن البعض منّا
صادئاتٌ نفوسهم رعناءُ
كلّ ودٍّ لحاجة ملحُ زيفٍ
كلّ قربٍ لغايةٍ لا انتماءُ
//
إيهِ قلبي لتزرع الحبَ دوما
شجرُ الحب مورقٌ لا انتهاءُ

تعليق عبر الفيس بوك