ملكة القاع

نور السعيدي – شاعرة من العراق


لما وزعوا مكنسة أنكيدو
على طابورٍ ملتوٍ راقد حَدْ الإستنقاع
بإيلافٍ زَنيم ،،
وعزفوا أوبرا القرود ،،،
خلفَ جنازتي مشيتُ
زاحمتني صورتي المبصوقة من جلدٍ ميت
أبواق النفير ،، أجراس من أعناق الخِراف
وطاويط تعضُ ذيلها ، نافورة من ذباب
أصفاد من سجن الحوت* تلهو بلعاب الزومبي
ونعوش الغرباء بلافتةٍ ،،،
{ لا تثق بالماء كي لا تظمأ ،، لا تلاحق الأرانب
والسلوقي راكض } ،،
وحين سمعتُ أطرسي * يُقرأ على الأصالم *
لَبِسَ رأسي الراعف جسدي الأشل
وعدتُ لبلعوم مقبرة ،،،
جمهورها الوحيد ،،
فراغٌ يكنسُ الصمت ،،
المتجزئ أنا ،،
وضرنبول *لاهثٌ نحوي بفانوسهِ المخمور ،،
ــ منذ خَلَغْتُ أظافري ولا أحد يلعب معي
،،،،،،،،،،،
تعال معي ،،،
نلهو بشوارع عمياء على فقاعة هاربة
من صابونة مُغتسل
نُطاردُ القزع * بدَنوبٍ* لَقان يحلمُ بطوفانٍ بابلي
نلاحق الجرذان لنُعيدَ ساقكَ الخشبية
ونملأُ رأسَ الليل المليئ بالصئبان
بجاروفةٍ مِهذارةٍ فاتحة حصون الذهول ،،،
{ عَلامَ عادوا رُفاتاً على قطارٍ وخواخ }*
،،،،،،،
تعال معي ،،،
لا أحد هنا يجهلُ كيف يرتدي أجنجة
ولأنَّ الأنفاق صنطة* تحلمُ بزُرقةٍ ملؤها الله
فلنغني أغنية البومة العمياء ،،،
{ كلما هَدلَتْ يمامة سقط ملاك من جعبة شحاذ ،،
في ملعقة النملِ عصفورٌ من تُراب ،،
كل المحضيات مصانع عطور ،،
وراء الكذب وسادة من أجراس ،،
تلك السجون تدوير قرطاس من قرني رأسِ جلاد ،،
وكلما رتقتُ قلب مقضوم صاحَ صاحبهُ }
،،،،،
تعال معي ،،،
لمصحٍ دَهاس* فيه الملائكة لا تُدون الهذيان
سنوقد ناراً ،،،
نقرعُ طبولاً باردة لا تؤدي التحية لعشاق السوط
حفل نذوري لملكة القاع ،،
بموكبٍ من ياطر وحوريات تحلم بثقبٍ في شلال
فراشات بأحلام من صفيح
عَتّالٌ لعرائس خشبيةٍ
واللورد غراب قابيل ،،،
تعال لنلحق خُطبتها الشحشح*
وهي تعلو قبر العَرّافة المُدَغْدغة لأطلس المفقودين ،،
{{ كنا الأنوق* والعَيوق* ،،
باسقاتٌ ودوننا القصبُ زاحفاً يتسولُ ،،
أبْرَقوا ،، أَرْعَدوا حتى تناسل الموت كباذرٍ أزلي ،،
سمعنا لسان الرصاص الأرتَل لا يكفي جثثنا
ولم نَرَ فيئ مجد القوم
لما هَبَتْ الأبابيل على خبزٍ بقبضةِ مَكْظوم
افلَتَتْ الأعِنة كزعيق دَوّارة هواء
فيا آبن أُمِ ،،، لا تأخذ بذلذالِ ثوبي ،،
هنا في المقبرة ،، قبسٌ لكل خابط*
لا حرائق من يأفوخ قزمٍ ناطس*
لا مسيح خائف بجمهرةِ ليلٍ
لا محيط بلون الغرقى وأطواقٌ بسَدادةٍ من ملح
لا عَجاج وجَعجعة بفردوسٍ مقلوبٍ
لا نصب تذكاري لسومري على أرجل دجاجة
ولا نَمرُ من تحتِ خطٍ رُسمَ لنا على البلاط ،،،
هناك عِبادٌ لا عُبّاد ،،
وإن عادَ حَجر الرَجم لمأواهُ الرباني ،،
ونَشِبَ الطِرادُ على السراطِ ،،،،
لن يعود الاربعاء الأحمر * ،،
وكل البيوض المفقوسةُ تواً
لنارٍ راجلةٍ
سَتُقاد .
..............
معاني بعض المفرادات:
سجن الحوت / بجنوب العراق يقبع به أعتى المجرمون بدون عقاب
أطرس / أعادة الكتابة على المكتوب الممحو
الأصالم / مقطوعي الأذن
الضرنبول / حيوان يعتاش على المقابر يسمى ( الغريرية )
القزع / غيمة بدون ماء
دَنوب / دلو
وخواخ / مترهل البطن
الشحشح / الماهر
صنطة / كلمة ارامية ، هدوء
دهاس / سهل
الأنوق / طائر أستحالة الوصول لأوكارهِ
العيوق / نجم مضيئ يلي الثريا
خابط / سائر على غير هدى
ناطس /جاسوس

تعليق عبر الفيس بوك