اعترافاتٌ ممنوعةٌ مِنَ الصِّرفِ

ريتا الحكيم – سوريا

 

لنْ أكتبَ عنكَ بعدَ اليومِ
فأنتَ لا تقرأ إلَّا الجُّمَلَ الاعتراضيَّةَ
تحملُها كلَّ ليلةٍ بَدَلَ البندقيّةِ وتأتيني ثائرًا
على قواعدِ الُّلغةِ وعلاماتِ التَّرقيمِ
الثُّوَّارُ لا يُحِبُّونَ الفواصلَ والنقاطَ التي تُعلِنُ النِّهاياتِ

سأكتبُ لكَ نصًّا بملحِ البحرِ الجَّافِّ
وبينَ السُّطورِ سأرسمُ لكَ هالاتيَ السَّوداءَ
حولَ نافذتي اليتيمةِ
مِنْ هُنا أقتفي آثارَ قَدَمَيْكَ وأتنفَّسُ لُهاثَ جُرْحِكَ
أقصُّ الطُّرقاتِ الطَّويلةَ
وأفصِّلُ منها أثوابًا وقُبَّعاتٍ أنيقةً
في انتظارِ تلاوةٍ مِنْ شَفَتَيْكَ لحَدَثٍ جَلَلٍ يقلبُ كلّّ الموازينِ
كأنْ يُصبِحَ البحرُ حُلوَ المذاقِ
والنصُّ الذي لمْ تقرأهُ بعدُ يتحوَّلُ إلى قطعةِ شوكولا

لكنَّني سيِّئةُ الحظِّ مثلَ هذهِ البلادِ المُهاجِرَةِ
بكلِّ تضاريسِها الجغرافيَّةِ
وكلُّ ما ذكرتُهُ أعلاه هو اعترافاتي الممنوعَةِ مِنَ الصِّرفِ
يبدو أنَّني سأُغلقُ نافذتي الآن
وسيبقى البحرُ مالحًا لِيُبَلِّلَ ذاكَ النَّصَّ الذي لمْْ يُكْتَبْ ولمْ تقرأَهُ أنتَ

تعليق عبر الفيس بوك