من يخبر الأرض؟

د.ريم سليمان الخش – باريس

 

من يُخبر الأرض أنّا لن نضيع سُدى
فحارس الغيم مفتونٌ بها وعدا
//
أنْ يسكبَ الفجرَ ثوب المدنفين به
ويبعث العشقَ لانُحصي له عددا
//
حول الترقب نبضُ المؤمنين به
حمدا يشعُ وفي آلائه سجدا
//
وضفة الشوق قد نادت مطمئنةً
أنّ الشروق بسفح الغيب قد ولدا
//
أنّ المغيبَ وإنْ طالت عباءته
وعشش الحزن في الأكمام منفردا
//
لابدّ للسهل أن يخضرّ من ولهٍ
ويوقظ الطيرَ خفّاقا به غرِدا
//
لابدّ للطيب أن يزدان منتعشا
لابدّ للضيم أن يمضي ولو زبدا
//
من حولنا البحر مسرورٌ بكثرته
سبحان من وهبَ الشطآن كلّ مدى
//
سبحان من وهب الخلجان وفرتها
لكنّ أحرفه فاقت لها مددا
//
يجتاحني البحر مذ أرسى سفينته
بين الضلوع وسوى قلبيَ الوتدا
//
يقول للروح شدي الحبل واحترسي!
فالموج يغرق مَن في عشقه شَردا
//
من يخبر الشط عن غرقى بعشقهمُ
فوق السحاب مضوا حيث الحنين بدا
//
حيث الحبيب وقد لاحت سرائره
والطيف لؤلؤة في سرها اتحدا
//
ياابن الفؤاد ألم تخبرك مضغته
أنّ المشيمة لم تُقطع بنا أبدا!!؟
//
أني جعلتك ياقوتا لجذوته
ماضلّ عنك شهاب الحب ..مابردا
//
لاتصغِ للريح نفسُ الريح حاقدة
تبعثر الرمل في الأجفان دون هدى
//
ويخنق الرمل أصوات الدموع على
كف العذاب ويبقيها بدون صدى
//
لكنه الغيم في الأجواء يعرفهم
ويرسل المُزنَ مبلولا بهم رَغِدا
//
في أضلع البحر أسرار القلوب هوت
والماء يحفظ سرّ الشوق منعقدا
//
لكنها الشمس من تحييه ثانية
وترسلَ الشوق للأوراق قطرُ ندى
//
ياابن الفؤاد ألم تُقنع حشاشته
أن المحبة سرّ الكون مذْ وجدا
//
خذ زهرة الخلد من صلصال أفئدة
من طهرها الفجر عاد اليوم واتقدا

تعليق عبر الفيس بوك