باحث عماني يدرس الأمثال في شرح الكافية

مسقط - العمانية

سعى الباحث الدكتور أحمد عبدالرحمن بالخير في كتابه المعنون بـ (الأمثال في شرح الكافية للرضي: دراسة نحوية تحليلية) إلى النظر في أهمية الأمثال في الدرس النحوي باعتبارها مصدرًا من مصادر السماع، وذلك بهدف إكمال الاهتمام الذي أولاه الإمام عبدالقادر البغدادي بكتاب شرح الكافية للرضي، حيث إن البغدادي قد اهتم بشرح الكافية بشكل لم يسبقه أحد من قبل وصنف 3  كتب تدرس مصادر السماع وأتت تلك المصنفات لتدرس الشواهد الشعرية، ومصنف آخر شرح فيه الأحاديث النبوية الشريفة، والمصنف الثالث درس فيه أقوال الإمام علي بن أبي طالب. ولم يفرد الإمام البغدادي الأمثال بمصنف خاص.  

وقام الدكتور أحمد بالخير في كتابه بحصر الأمثال وبيان الشواهد في شرح الكافية للرضي. وتهدف هذه الدراسة إلى إكمال منظومة عبدالقادر البغدادي بوضع دراسة مستقلة في بيان الشاهد النحوي في الأمثال العربية في شرح الكافية للرضي، وبيان أثر الأمثال في ترسيخ القاعدة النحوية، أو الخروج عنها من خلال شرح الكافية. ومن أجل الوصول إلى تلك الغاية مرَّت الدراسة بمراحل هي: جمع الأمثال العربية من الكتاب، وتخريجها من كتاب الأمثال والمعاجم وكتب النحو وغيرها، ثم كذلك بيان الشاهد في تلكم الأمثال من منظور الإمام الرضي مع بيان موقف النحاة من هذه الشواهد. ثم قامت الدراسة على ترتيب الشواهد على حسب الأبواب الواردة في كتاب شرح الكافية.

   وقامت الدراسة على محورين الأول يتناول الرضي والأمثال العربية حيث تم التركيز على مكانة الأمثال بين مصادر السماع في شرح الكافية، ومفهوم المثل عند علماء اللغة والنحو. ويرتكز المحور الثاني على دراسة الشواهد النحوية في الأمثال العربية. وفي الخاتمة قدم الباحث ثلاث عشرة خلاصة من دراسته هذه. 

جدير بالذكر أن من أبرزها المصنفات التي تم تأليفها حول الأمثال كتاب عبيد شريه الجرهمي (المتوفي 67 هـ) والذي وضعه لمعاوية بن أبي سفيان ويعد هذا أول كتاب في الأمثال، ثم كتاب الأمثال للمفضل الضبي (المتوفى في 170هـ)، والأمثال لأبي عبيد بن القاسم بن سلام (المتوفى 224هـ).

وكتاب الفاخر للمفضل بن سلمة (المتوفى 295هـ)، وجمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري (المتوفى 395هـ)، وكتاب مجمع الأمثال للميداني (المتوفى 518هـ)، وكتاب المستقصى في الأمثال للزمخشري (المتوفي 538 هـ). ونجد أن علماء العربية لم يقفوا عند الجمع والتوثيق لتلكم الأمثال بل لاتكاد مؤلفات الأدب واللغة والنحو تخلو من وجود الأمثال، سواء تمثل ذلك الوجود لهدف تزيين الكلام أو تدعيم أقوال المؤلف وبيان حجته.

 

تعليق عبر الفيس بوك