ناصر العبري
في العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله- حظيت ولاية عبري بنصيب وافر من التنمية الشاملة مثل بقية ولايات السلطنة، وعرف عن ولاية عبري منذ القدم أنَّها معبر للقوافل وكانت تتميز بسوقها المعروف الذي كان يرتاده المواطنون من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، وسوق عبري الداخلي يعد معلمًا حضاريًا هامًا ومحطة اقتصادية وسياحية نشطة وهو أشهر وأكبر أسواق محافظة الظاهرة وذو سمعة تجارية واسعة ويتميز سوق عبري الداخلي بوجود أقسام تخصصية مثل محلات بيع وصياغة الذهب والفضة ومحلات بيع المستلزمات الشعبية، وهو ملتقى وملاذ للأهالي ولكافة المزارعين والتجار ويتم عرض وبيع السلع من الفواكه والخضروات والتمور والخناجر والسيوف والحلوى العمانية والأسلحة التقليدية والأبقار والأغنام وتفوح من أركانه روائح البخور والعطور ويوجد به قسم كان يُطلق عليه سوق السوادين الذين يقومون بتسويد ملابس النساء بطليها بالنيل الأسود وينتج عنه رائحة طيبة، ويقع سوق عبري (الداخلي) ملاصقاً لحصن عبري الشهير وحظي حصن عبري بعناية من وزارة التراث والثقافة وتم ترميمه بطريقة رائعة وأصبح في أبهى حلة ويرتاده عدد كبير من السياح ويعتبر معلمًا رئيسيًا في الولاية. ولكن عندما يأتي الزائر الآن إلى حصن عبري فإنَّ سوقها الشهير يكون في الواجهة وهو يكتظ بالعمالة الوافدة الذين استغلوا محلاته وحولوها إلى محلات خياطة ملابس وأصبحت تنبعث من جنباته روائح الدخان الكريهة. إننا نناشد الجهات المعنية التدخل وإعادة هوية السوق ونقل العمالة الوافدة إلى مكان آخر بحيث يكون العماني هو في الواجهة وتخصيص السوق لأبناء الولاية ممن لديهم مشاريع مثل بيع الأواني الفخارية والأسلحة التقليدية والحلوى العمانية والحرف التقليدية والهدايا بحيث يمكن للسياح التسوق وشراء الهدايا التي تعبر عن أصالة عمان وتاريخها المجيد.
إنني ومن خلال مقالي هذا أناشد الجهات المعنية أن تدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الظاهرة بحيث تكون الانطلاقة من سوق عبري التاريخي وتقديم كل الدعم للشباب للحفاظ على أسواقنا وموروثاتنا. كما إن السوق سيكون فرصة سانحة للأسر المنتجة ذات الدخل المحدود لعرض منتوجاتهم من الحرف والسعفيات والحرف الجلدية والمأكولات الشعبية العمانية والعطور والبخور العماني وسيصبح لدى الأسر المنتجة مصدر رزق آخر وسيساعد على خلق وظائف لأقاربهم.