تعال أيها الفينيقيّ

مها دعاس – سوريا

 

سأدع الشعرفي عليائه
 وداعا للمجاز في جمال أزقته
 سأنزل للشوارع الملطخة بأرواحنا
أرمي  عن كتفي هديل الحمام
 أستمع للعتمة التي تبني
أعشاشها في صدري
أبعثر كل الفراشات العابثة بين زهر السطور و رحيق الاستعارات و ماتراءى لقلبي من الصور

البِسْ قميص جرحك الذي ينوح
على أسوار قلبك المسكون بالأرض
دعك من أوهام اللون و عطر الكلام
اغمزْ بعينيك لرائحة التراب وهي تعانق غيمة ثكلى
و جثة عادت من الحرب على شكل امرأة جميلة
مزق كل أوراقك ولا تحملق في القصيدة أيها الفارس الأخير
 احْمِلْ صخرتك أيها السيزيف

ما أكبر صليبك أيتها البلاد...
حاذر أن تزعج من يعزفون موسيقا القبور
المقابر الجماعية وما تبقى من أشلاء الضمير

تعالَ لنصرخ معا صرختين
واحدة للحياة
وأخرى لمن ماتوا
تعااالَ لنغني أغنية تنهمر ألحانها
على خدودي
كآخر الحياة
أول الحياة
تعالَ لتبذر الأمل في الدروب
كما يليق بفينيقيّ عتيق ...

تعليق عبر الفيس بوك