عصفورة في عشها

علية الإدريسي البوزيدي - المغرب


من الآمان أن أنتظرك داخل قلبي
كي لا تيبس تلك المشاعر التي  ضبطتنا في حالة جوع
ونحن نبحث في ملامحنا عن قُبلة نسد بها رمق الحب.
لم تكن يدي بخير ولا كانت يدك أيضا
في الجهة المقابلة للانتظار كانت أسناننا تسقط تباعا
 أحيانا كنا نلتقطها بحنو وأحيانا أخرى كنا نتركها على الرصيف
لربما تعثر بها طالب حسنات
رغم أننا لم نمسك يوما بالأيام
إلا أننا كنا نصوب بخطأ فادح على تلك الثقوب الخامدة،
أكثر من اهتمامنا بحاجتنا إلى السير  إذا لم نتمكن من الرجوع.
هناك مسافة تعرفنا، ولأنها تفاصيل رائحتنا المشتركة
 نعجز عن رؤيتها بعيدا عنا،
نجلس كل مرة، نتذوق بلهفة عبورنا كعاصفة لابد منها.
لا تمر لحظة إلا واتذكرك بطريقة ما
أعيد فيها  بانتظام ما يحدث داخل نافذة تبحث عن لعنات لا تمت
وحين لا أجدك أنظر إلى السقف وأطلب منك أن تطلب أمنية كي لا أفقد كل دمي.
استمر في النظر إلى أن تتسلل تلك العتمة التي تشعر برحيلك الذي يثرثر كلما سكبت له كأسا باردة
لست أبحث عن مكان آخر .
البرد في كل مكان حين لا ننتبه لفترة طويلة إلى وميض هاتفك الأبيض، وهذا الهجوم الذي على الحدود لا ينفك أن يأكلني كراتب آخر الشهر
هل تعلم كيف أقف خلفك في كل مرة تحتاج حضنا يلتهم تعبك ويعيدك إلى شجرة التين
لتتأكد أن ثمارك ما تزال أشهى  مع زجاجة الويسكي وحبة ارتفاع الضغط و آلة قياس السكري؟
هل تعلم كيف تتردد يدي في الثانية آلاف المرات مخافة أن يستيقظ صراخ الغرفة الأخرى؟  فحتى وأنت تركض لاهثا إلى نوم على جدار بارد كنت أركض معك  إلى ليلة آمنة.
نحن لسنا رصيدا احتياطيا نقفله بحرص شديد متى داهمتنا عيون العسس, ولا حتى صفارة إنذار تنبهنا إلى ضرورة  التخلص منا بعد استعمالات حذرة.
أنا عصفورة
أنت عشها
إلى أين نذهب؟
أخفض قلبي وأنا أحملق في سقف هذه الغرفة التي لا تعرفها
ليس لأنك تشفق على طبق تقاسمته بل لأن الغبار الذي يعلو حذاء الطريق ضبابي .
لست جريحة فتلك الفرحة التي تكبر في قلبي كل مساء أطعمها ملامحك قبل أن تنجبك وبها أقفل هذا العمر.
لم أطلب منك بيتا ولا طلبت منك  سيارة ولا حتى رقما في حساب بنكي،
أنا فقط أنتظر ما تبقى منك حين  لا تنتبه  
ما دمنا نسير معا وأنت لا تستوعب كيف لامرأة مثلي ألا تنتظر هدايا العيد
علي(ة) أنظر إلى السقف...

تعليق عبر الفيس بوك