الفارغون دوجمائيون وأكثر ضجيجا


عادل رشاد جاد – خبير مناهج تربوية


راقب تصرفات من تعرف من أصدقائك ومعارفك وزملائك وقيم صحة هذه الملاحظة فربما خالفني الصواب: (فبعض الناس يحفظون قاعدة أو اثنتين إلى عشرة ويعتمدون عليهم كمعايير وعيون يرون بها العالم، ويفسرون ظواهره ومشكلاته بهذه القواعد وهؤلاء أجهل الناس وأوضعهم رأيا ولكنهم لا يعترفون أبدا بجهلهم وقصورهم، وكلما نقصت تلك المفاهيم والقواعد التي يعتنقونها زادت جهالتهم وزادت بالتبعية قوتهم وثقتهم في ذواتهم، وهذه أهم علاماتهم أنك تعرفهم في فرط ثقتهم في أنفسهم وأفعالهم وأقوالهم ذلك أنهم لم يخالفوا قواعدهم المتهافتة والمفندة في أغلب الأحيان.
وتعرفهم كذلك في لحن أقوالهم وإصرارهم علي الجدال حتي لو حاولت التملص من جهلهم وجدالهم، ليقينهم في أن الحق معهم، والتزامهم الواضح لمن يعرفهم بقواعدهم التي هي لا بد بحكم قصورها خاطئة فيدافعون عنها بحماسة مبالغ فيها لدرجة تظهرهم لمن لا يعرفهم محترمين واثقين في انفسهم يفهمون ويقدرون ما يفعلون.
وأكثر هؤلاء ممن يتصدون للحديث في الدين ويحسبون عليه ويسميهم العامة ملتزمين، أو متدينين في كل الملل وأتباعم إلا ما ندر وذلك أنهم يستمدون أو بالأحري يسرقون من الدين الإيمان واليقين الذي هو من الصفات الملازمة لطبيعة الدين، كما تعرفهم إذا تحدثوا في أمر يرتبط بحيوات الناس والقواعد العامة في الحياة وقوانينها.
وقد تظن إذا حدثتهم أنهم أكثر منك علما لقوة إصرارهم وثقتهم فيما يقولون، ومن علاماتهم كذلك أنهم زائدوا الثقة في أنفسهم مفرطون فيها، مبالغون في عواطفهم وانفعالاتهم لدرجة قد يظنها الجاهل تمسكا بمبادئهم وقيمهم التي هي في الأصل سطحية قليلة ناقصة لا تفسر شيئا؛ لكنهم سطحيو العلم والفكر إذا ما عرضت لهم قضية لم يعهدوها من قبل ولم تك في إطار ما حفظوه ولكنهم يرون أنفسهم مجبرين علي الحديث فيما لا يعلمون كي لا يفقدوا ثقة المؤمنين بهم فيوقعهم حديثهم في ما يفضحهم خاصة إذا كان محدثهم أكثر اطلاعا وعلما، ومن علاماتهم كذلك أنك تجدهم صارمين في انفعالاتهم وملامحهم وتلك الصرامة الزائفة نابعة من ثقة الجاهل في علمه لكنهم إلى السطحية أقرب.

 

تعليق عبر الفيس بوك