من هلوسات الحمى (2)

د.ريم سليمان الخش
من هلوسات الحمى (2) - غرقى
//
تجلّت ظباءُ الوقت في يمّه غرقى
وقد أحرق الأكباد شوقا وما أبقى!
//
صفيٌ بلون الماء وجه سنابلٍ
تُدرُّ على سفح المعاني لنا رشقا
//
ويطهى على تنور عشقٍ معتقٍ
رغيفٌ من الفجر المحلى له عشقا
//
على جسدي نامت عصافير شهوة
تثيرُ به الفوضى وتغريه أن يشقى !!
//
ولكنّه نبع النقاء وبيدرٌ
يضخ شعاع الخير نورا إذا استُسقى
//
تلوح مع الآفاق بسمة مريمٍ
وأسراب أصوات السماء شدتْ رفقا
//
بها سر أسرار الحياة جداولٌ
على أفق أحلام التقاة بدت زرقا
//
وبي من جرار الصبر شهدٌ وسطوة
على كل معشوق أنيرُ له الأفقا
//
تلألأ مفتونا بعقدِ فضيلةٍ
وسبطٍ لعدنانٍ الى كنزه يرقى
//
عصيٌ على الشيطان قلبٌ مولّهٌ
يرى الله في الأعماق يرجو به عِتقا
//
سيعطي إله العرش مفتاح سرّه
تقاةً له قاموا تحرّوا لنا الصدقا
//
أليست مفاتيح القلوب بكفّه
إذا شاء للأرواح عشقا أتى حقا
//
لقد هدّني حب العزيز وصاعه
بعثت به عشقا فنيت له شوقا
//
يفوح من الأشواق مسكٌ مبهرٌ
بنكهة صبّارٍ على نحريَ مُلقى
//
لقد بات ظمآنا ونبعك كوثرٌ
وترتيل ثغر الماء يُغري به النطقا
//
لقد ورّثَ الخلُ الفؤادَ بغيمةٍ
على زهرها ملقى وفي حضنها يبقى
//
شغفت به جمّا وليس بمنقضٍ
إلى أن تُردَ النفس في تُربةٍ زَهقا
//
إلى أن تهيم الروح في حبّه سكرى
ترَدُ مع التحنان من لمسه خلقا
//
وما عشق مجنونٍ بليلى أمامه
سوى ومضة صغرى وبرقٌ أتى صعقا
//
سلامي الى العشاق أرخَوا حنينهم
يحيكون ثوب الكون في عروة وثقى
//
سلامي إلى من ذاب حبّا فصُيّرتْ
له واحة المعنى مزارا به يبقى
//
سلامي إلى طوفان عشق مخلّصٍ
فلا عاشق يبقى سوى المخلص الأنقى
//
سلامي الى ليلى وقيسٍ وعِزةٍ
بترنيمة الأشعار ذكراهمُ الأرقى
//
بترنيمة الأسحار طفلا تركته
ومن سحره الفتان قلبي له انشقا
//
حباني من الماء الزلال برشفة
فزدت به علما وزدت به فهقا
//
وإني وبركان القلوب توائمٌ
فما زادني جمرٌ وما زدته رَهْقا

 

تعليق عبر الفيس بوك