دراسة تحديات القيادة التربوية في العصر الرقمي

 

عمرو عبد العظيم

 

تنوعت الدراسات والأدبيات التي تناولت موضوعات مختلفة في القيادة التربوية، ومنها ما تناولت مدير المدرسة، والقيادة المدرسية الناجحة، وطرق تطوير العمل القيادي لمدير المدرسة كما في دراسة (الثبيتي، 2017)، ومن هنا وجب علينا المساهمة في دراسة بعض الطرق التي تؤدي إلى تطوير عمل مدير المدرسة (القائد التربوي) وتنمية مهاراته القيادية التي تسهم في تجويد القيادة التربوية التي تصب في فاعلية وتجويد العلمية التعليمية كما أشار إلى ذلك (السيد والذهلي، 2017)، وتمثل المهارات التكنولوجية من أهم المهارات الواجب توافرها في مدير المدرسة والقائد التربوي كما في (Dampson, George, Felicia Mensah, & Laryea, 2018)، ويمكن لنا تطوير وتنمية تلك المهارات من خلال العديد من الطرق ومنها التدريب والإنماء المهني لمديري المدراس على رأس العمل حيث أشار (سيد، 2017) إلى ذلك.

وفي هذا الإطار فقد قمت بعمل دراسة ميدانية بعنوان "أثر اختلاف نمط التدريب على نظام المراسلات لتنمية المهارات التكنولوجية لمديري المدارس الخاصة بجنوب الباطنة واتجاهاتهم نحوها" حيث قامت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة ممثلة في دائرة المدارس الخاصة بعمل برنامج للإنماء المهني لمديري المدرس الخاصة شمل هذا العام الدراسي 2017/ 2018 على حقيبة تدريبية بعنوان: "قيادة وإبداع" شملت تلك الحقيبة العديد من أوراق العمل المختلفة والتي تتناول عدة جوانب تطويرية للقائد التربوي منها ما هو مهني ومنها ما يتعلق بالمهارات القيادية ومنها ما يتعلق بالمهارات التكنولوجية، ولقد شاركت في تقديم إحدى أوراق العمل وكانت بعنوان" فن إعداد المراسلات وتأثيره على العمل الإداري" والتي هدفت إلى تنمية مهارات مديري المدراس من الناحية التكنولوجية وتدريبهم على طرق الوصول إلى نظام المراسلات وكيفية إعداد المراسلة، وإرفاق الملفات فيها، وطرق تنسيقها بالشكل الصحيح، وطريقة توجيهها إلى الجهة المختصة إلكترونيًا وغيرها من المهارات التكنولوجية التي يجب على مدير المدرسة اكتسابها لتجويد عمله الإداري الذي يجود هو بدور مخرجات العملية التعليمية كما في (قرواني، 2017)، والجدير بالذكر، فقد قمت بتقديم التدريب على نظام المراسلات في ثلاث ولايات بمحافظة جنوب الباطنة هي الرستاق والمصنعة وبركاء، وتمّ تقديم التدريب بثلاثة أنماط مختلفة فكان نمط التدريب لهذا البرنامج بولاية الرستاق كان بطريقة المحاضرة وفي ولاية المصنعة كان بطريقة البيان العملي وفي ولاية بركاء بطريقة حلقة نقاشية، وعمدت إلى قياس أثر اختلاف تلك الأنماط على تنمية المهارات التكنولوجية لدى مديري المدارس وقياس اتجاهاتهم نحو تلك المهارات، واستخدمت المنهج شبه التجريبي ذا الثلاث مجموعات تجريبية، وبلغت عينة الدراسة 60 مديرًا ومديرة قسمت إلى ثلاث مجموعات تجريبية بلغت كلاً منها 20 مديرا ومديرة على الثلاث ولايات، وكانت أدوات الدراسة هي اختبار(ت) لقياس المهارات التكنولوجية ومقياس اتجاهات لقياس اتجاهات عينة الدراسة نحو المهارات التكنولوجية الرقمية.

 

وتوصلت بعد إجراء الدراسة لعدة نتائج كما يلي:

 

  1.  حقق التدريب على نظام المراسلات اكتساب مهارات تكنولوجية رقمية جديدة لدى مديري المدارس الخاصة بمحافظة جنوب الباطنة.

 

  1. تفاوت نسبة اكتساب المهارات التكنولوجية لدى مديري المدارس الخاصة وفقًا لنمط التدريب المقدم لهم وكانت النتائج إيجابية لصالح الأنماط العملية أكثر.

 

  1. تحققت لدى مديري المدارس الخاصة قناعة مهمة بضرورة تنمية مهاراتهم التكنولوجية بشكلٍ عام وفي العمل على نظام المراسلات بشكلٍ خاص.

 

  1.  لاحظت وجود اتجاه إيجابي نحو المهارات التكنولوجية من قبل مديري المدارس الخاصة بمحافظة جنوب الباطنة بمجرد اخبارهم بالتدريب القائم على نظام المراسلات.

 

  1.  أسفرت الدراسة عن ضرورة تصميم برامج تدريبية تعتمد على الأداءات العملية وإشراك المتدربين من مديري المدارس.

 

  1. لم ألاحظ وجود فروق تعزى إلى الجنس (مدير- مديرة) فمستوى تطور مهاراتهم متساوية تقريبًا واتجاهاتهم تسير نحو الإيجابية للمهارات التكنولوجية.

 

أسأل الله العلي القدير أن تُفيد هذه الدراسة في التغلب على بعض تحديات القيادة التربوية في العصر الرقمي، وندعو للمزيد من الدراسات في هذا الصدد من أجل التطوير والتحسين المستمر لمواجهة تحديات القيادة التربوية في العصر الرقمي.

 

Amrwow2010@gmail.com