هل تسويق الذات يجعل منّا سلعة؟


د. فوزية البدواوية – سلطنة عُمان
ارتفعت أعداد الباحثين عن عمل في السنوات الأخيرة, وما زال الرقم في ازدياد مستمر, ويرى الباحث عن عمل أن مسؤولية توفير فرصة عمل هي واجب على الحكومة أو الدولة, وفي ذلك نسبة من الصحّة ولكن...
هل نضع أيدينا على رؤوسنا وننتظر من السماء أن تُمطر علينا وظيفة مرموقة تناسب المؤهل الذي حصلنا عليه؟
بالطبع لا. فهناك المئات إن لم يكن الألوف ممن يحملون نفس مؤهلك الدراسي وبمعدلات مرتفعة ربما تكون أعلى من معدّلك التراكمي, ولكن... القضية ليست هنا!
ربما تعتقدون أن سنوات الخبرة هي الفاصل بين المتقدمين للوظيفة, وأنا لا أستطيع إنكار أن أغلب فرص العمل المتوفرة مقترنة بشرط توفر خبرة, ولكن كيف لحديثي التخرج الحصول على سنوات خبرة دون الحصول على فرصة عمل أو تدريب على الأقل؟
هنا تأتي الإشادة إلى مفهوم تسويق الذات كنوع من عملية تطوير الذات وتنمية المواهب وصقل المهارات, ثم عرضها للشخص الذي يهتم بها ويملك إمكانية تطويرها واستثمار القدرات هذه وأنا أؤكد على موضوع الاستثمار لا الاستغلال, لأن الاستغلال يعني استنزاف هذه القدرات دون تطويرها أو محاولة تقديرها, ولأن الأغلبية يرتبط لديه مفهوم التسويق بالسلعة لهذا فإنه يرى موضوع تسويق الذات هو انتقاص لذاته وتقليلا من شأنه وإهانة لكرامته, ولكن العكس هو الصحيح, فلن يعلم عن موهبتك احد إذا لم تقدّمها لهم, ولن يشعر بقيمتك أحد ما لم تساعدهم, ولن يسمع بإنجازاتك وخير صنيعك أحد ما لم تتحدث عنهم. إذن بالأمر هنا له علاقة بالمبادرة بعرض هذه المواهب وتنميتها كذلك, من أجل تحقيق الذات الذي يعدّ الحاجة ذات الضرورة الأعلى في قمة هرم ماسلو للحاجات الانسانية.
ولأن الفرص شحيحة فالمنافسة أصبحت أشدّ ضراوة ولهذا وجب أن يكون صوتك مسموعا وسمعتك بيضاء نظيفة وانجازاتك عظيمة حتى ترفع من شأنك لتظفر بالوظيفة أو غيره. ومهما بدى الأمر مستحيلا بالنسبة إليك فتذّكر أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. أنت الآن تحتاج لهذه الخطوة فقط, فهيّا أطلق ساقاك في مشوارك وسرْ نحو هدفك.

 

تعليق عبر الفيس بوك