The end


أسامة حداد – شاعر وناقد من مصر


(1)
[ازدواجية]
أعيش بشخصيات مختلفة؛
أنا شبه واثق من ذلك؛
وكثيرا ما أجد تلك الوجوه الجديدة؛
فى المرايا...
أحاول إزالة تناقضاتي؛
وطرد أشباهي الملازمين لي؛
وهذا لا يعنى إصابتي؛
بإزدواج فى الشخصية؛
أو أنني من أصحاب الخطوة؛
أتواجد فى أماكن عديدة؛
فى اللحظة ذاتها...
ومن يقتحمون أحلامي
ليسوا - فقط - من رجال الشرطة
أو من أعدائي المتوقعين؛
هناك أيضا نسخ مني؛
أفكر فى ترتيب صورهم
فى معرض للصور الفوتوغرافية؛
أو شريط سينمائي
لأثق أننى لا أهذي
وأن من يحمل ضمير الأنا؛
متواجد بالفعل؛
وخسائره الكثيرة تشهد بذلك
ويمكن للمقهى أن يحدده
من بين أشباهه
كما تستطيع شجرةٌ أن ترسم ملامحه،
وأنا من الصعب أن أميزه بدقة،
وتلك ليست المشكلة...

(2)
[لماذا]
أنا ﻻ أواصل الهذيان كثيرا هذه الأيام؛
كل ما فى الأمر...
أن فى رأسي قبيلة من الموتى؛
ومن حقيبتي تمر عربة مترو؛
وشجرةٌ فى نهاية الشارع تشير إلي...
جوارها سيدة لا أتذكرها إلى حد ما...

(3)
[حدث]
جرت الأحدث بتلقائية؛
لم أكن متعمدًا،
والأشجار مصابة بما يشبه الصرع
أعمدة الإنارة تحاول إصلاح مصابيحها المعوجة،
والمقهى خاوٍ تمامًا،
وأنا أحاول ترتيب صياح الديكة،
وأبحث عن احتمالات لقطارٍ يقترب،
وغيمةٌ  تعيد القصة،
كنت أبحث عن برائتي،
وأحاول اكتشاف ما ارتكبته،
وسيدة لا اتبين ملامحها،
تضحك بشبقٍ وتومئ إلي...

(4)
 [The end]
فى الطريق رأيت قصائد ترتعش؛
- الطقس ليس باردًا لهذه الدرجة
رأيت ما يشبه الدموع...
كانت تحاول الوصول لكتابٍ فى مستوقدٍ،
ووجه كاتبها يتأرجح خلف شباكٍ حديدي،
وتمثالٌ يدون حديثنا بمهارةٍ،
وهمس شخصٌ لم أره،
- انتبه لقد اختطفوا صورتك
لم ينتظر إجابتي،
وشبح يختبئ فى ظلي،
يوجد من يحاول غوايته؛
لم يكن هذا المشهد ضمن أحداث القصة،
وقاعة السينما تضج بالتصفيق؛
وصورتي مشنوقًا على باب زويلة
تصحبها كلمة
The end

 

تعليق عبر الفيس بوك