نسور نيجيريا يواجهون راقصي التانجو في لقاء مصيري

موسكو - رويترز

سَتَلعب نيجيريا أمام الأرجنتين ضمن المجموعة الرابعة في كأس العالم لكرة القدم، في سان بطرسبرج، اليوم الثلاثاء، للحِفَاظ على أي أمل في الاستمرار في البطولة.

ويجب على الأرجنتين هزيمة نيجيريا وعدم فوز أيسلندا على كرواتيا؛ حيث إن ذلك قد يقصي الفريق من البطولة اعتمادا على فارق الأهداف. وفوز نيجيريا يضمن لها التأهل إلى الدور التالي، والتعادل قد يكون كافيا أيضا حتى لو تغلبت أيسلندا على كرواتيا وذلك حسب فارق الأهداف. وبلغت كرواتيا بالفعل دور الستة عشر بعد الفوز في أول مباراتين، وتبدو واثقة من صدارة المجموعة إلا في حالة خسارتها وتحقيق نيجيريا لانتصار كبير على الأرجنتين.

وتحتاج أيسلندا للفوز، وتأمل في خسارة نيجيريا أو التفوق عليها بفارق الأهداف، في حال تعادل الفريق الأفريقي مع الأرجنتين. والتقت نيجيريا مع الأرجنتين خمس مرات في ست بطولات لكأس العالم.

وقد أكمل ليونيل ميسي عامه 31، أمس الأول، وربما يشارك حاليا في آخر بطولاته لكأس العالم. يعتقد الكثير من جماهير الأرجنتين أنه بحاجة للفوز للسير على خطى الأسطورة دييجو مارادونا الذي توج بلقب البطولة في 1986. وتعد نيجيريا الفريق الإفريقي الوحيد بين المشاركين الخمسة في روسيا حاليا الذي شارك في النسخة الماضية قبل أربع سنوات في البرازيل، وسبق له تجاوز الدور الأول ثلاث مرات من قبل لكنه لم يصل إلى دور الثمانية، وهو أقصى ما وصلت له المنتخبات الافريقية خلال كافة مشاركاتها.

 والتقى الفريقان ثماني مرات فازت الأرجنتين في خمس وواحدة لنيجيريا وتعادلا في مباراتين، وتغلبت الأرجنتين على نيجيريا 3-2 في نسخة 2014، لكن الفريق الإفريقي ثأر لهذه الخسارة بالفوز 4-2 في مباراة ودية العام الماضي.

ويعول الجمهور النيجيري كثيرا على النجم الأول للمنتخب أحمد موسى، بعدما أحرز هدفين، وقاد منتخب بلاده لتحقيق الفوز على أيسلندا. وأعاد موسى التوازن لمنتخب بلاده عقب الهزيمة من كرواتيا، ويأتي التفاؤل النيجيري في مباراة الأرجنتين حيث سبق لموسى وأن هز شباكهم مرتين في كأس العالم 2014 بالبرازيل. وقال موسى في تصريحات صحفية: "أعتقد أن تسجيل الأهداف في مرمى الأرجنتين لا يمثل صعوبة بالنسبة لي". وأشارت التقاير إلى أن تأثير موسى انتقل لخارج المستطيل الأخضر، فبعدما أصبح أحد النجوم النيجيريين المحترفين، فإنه يقدم الخدمات لسكان مدينة كانو ، ويوزع الأموال ومعونات على هيئة حقائب من الطعام في شهر رمضان.

ويريد موسى -25 سنة- أن يحقق حلم الصعود لدور الـ16، وإقصاء منتخب الأرجنتين، بعدما بات أول لاعب نيجيري يسجل في نسختي كأس عالم. وفي المقابل، يصر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على ألا تكون مباراة منتخب بلاده أمام نيجيريا هي آخر مبارياته بقميص منتخب "التانجو". وستحدد المباراة  التي تعد بمثابة نهائي للمجموعة الرابعة لمونديال روسيا 2018، حيث يسعى الفريقان لحسم البطاقة الثانية للتأهل من هذه المجموعة إلى دور الستة عشر.

وبسبب غياب الرغبة ورد الفعل المناسب في المباراة الأولى أمام أيسلندا، أصبح ميسي يواجه شبح الرحيل المبكر عن المونديال، وهو ما قد يكون أسوأ نهاية يمكن تخيلها لمسيرته مع المنتخب الأرجنتيني. ووصلت مستويات الضغط والمسؤولية الملقاة على كاهل قائد المنتخب الأرجنتين اليوم إلى أعلى مستوياتها، خاصة بعد أن قدم مستوى باهتا خلال أول مباراتين للفريق في المونديال الحالي.

ويتحمل ميسي وحده مسؤولية ضياع ركلة الجزاء في مباراة الأرجنتين أمام أيسلندا، والتي انتهت بالتعادل 1ـ1، هذا إضافة لعدم ظهوره بالمستوى المطلوب في مباراة كرواتيا التي كانت بمثابة كارثة كروية للنجم الأرجنتيني. وهناك الكثير من الأشياء خلال الساعات القادمة التي يراهن ويصارع من أجلها ميسي، الذي فاز بخمس كرات ذهبية وتوج مع برشلونة بجميع الألقاب الممكنة وأصابه السأم من تحطيم الأرقام القياسية.

وقال ميسي -في مقابلة تليفزيونية قبل انطلاق المونديال الروسي: "بقائي مع الأرجنتين أو رحيلي عنها سيتحدد على ضوء ما سيحدث خلال هذا المونديال. واحتاج ميسي لسنوات طويلة من أجل إغراء جماهير الأرجنتين، التي لم تكن توليه ثقة كبيرة ولم تره يلعب يوما في دوري الدرجة الأولى المحلي، والتي انتقدته بسبب عزوفه عن ترديد النشيد الوطني أو لعدم اضطلاعه بالدور الذي كان يلعبه دييجو مارادونا في الملعب.

واضطر ميسي لعمل مجهود شاق وتسجيل عدد كبير من الأهداف والتردد بشكل دائم على موطنه ومسقط رأسه لإصلاح هذا الموقف الصعب ورأب الصدع بينه وبين الجماهير. وأضاف الأسطورة الأرجنتينية قائلا: "الإخفاق في الفوز بـ3 مباريات نهائية، والمرور بلحظات عصيبة مع الناس والصحافة الأرجنتينية بسبب الطريقة التي ينظر بها إلى ما قمنا به وعدم تثمين وصولنا إلى 3 مباريات نهائية؛ لأنه ليس من السهل الوصول إلى النهائي وهو ما يفوق أهمية الفوز، فهذا كله يجعل القرار يتوقف على الكيفية التي سينتهي بها كل شيء".

وقاد هذا الشعور بالإحباط النجم الأرجنتيني إلى الإعلان عن اعتزاله اللعب دوليا في أواخر يونيو 2016، بعد دقائق من إخفاق الأرجنتين، وصيف مونديال البرازيل 2014، في نهائي بطولة كوبا أمريكا المئوية. ولكن بعد وقت قصير، تراجع ميسي عن قراره بسبب الغضب الشعبي ورغبته في خوض المونديال الحالي، الذي قد يكون الأخير في مسيرته. واليوم، يُوَاجه ميسي موقفا مشابها؛ فالنتائج المخيبة أمام أيسلندا وكرواتيا أوقعته في أزمة مماثلة تثير الكثير من الغموض بالنسبة للكثيرين حول مصير اللاعب صاحب القميص رقم 10. وتجنب ميسي خلال الأيام الأخيرة الالتقاء بوسائل الإعلام واعتلت وجهه النظرات التائهة، كما التزم الصمت خلال تواجده داخل معسكر المنتخب الأرجنتيني في مدينة برونيستي، التي تبعد 50 كيلومترا عن العاصمة الروسية موسكو.

تعليق عبر الفيس بوك