عـــبق


لينا شيخو - سوريا


ماكرٌ هذا المسـاء الذي ينفتحُ لوَرْد الأسئلة؛
الذي يتسـعُ لرذاذ الكلمات وهي تتراشق العطر بلهفة منتهاه؛
أغيبُ عنّي كما يليقُ بحُسْـنِهِ الفاتك..
لكنّه سُـدىً يتركني أنهمر..
يهملني في سـكون الحياد
وينحو إلى عرجون روحي ساهيًا في عنانِ السّـماء..
الحياد الذي يذوب في سَـورة الضّـوء
ويترك صوتي هائماً على وجهه في المشربيّات العتيقة ..
لم تحسنْ إليَّ قارئة الورْدِ هذا المسـاءـ كأيّ ما يصادف امرأةً ذائعة الشّـغَف.ـ
أهدرَتْ كلّي إليه وأبقتْ بعضي يناهزُ الوجدَ التليد في فسـحة البيوتات المدثرة بالحُبّ ..
أذرعُ النسـيم وأنضوي تحت العرائش السّـخيّة..
يناصبني الحبَق حيرتهُ،
فتزدادُ ثقتي بسـطوةِ العَبَق على ذاكرتي..
وأديرُ لحنَ الماء..
أحاولُ تجميعَ العصافير الفارّة من صدري
لأهمسَ لأجنحتها حكايا الوريد دون أن تخنقني عَبرة المسافة أو أتوه في الهباء..
تسـردني أسـفار الدهشـةِ من أوّلها إلى آخِري ..
فأعيد إلى الفراشات ألوانها ..
لتبقى القصيدة قهوة الوقت ..
وأُمسـي أنا وارفـة المـآل

 

تعليق عبر الفيس بوك