ظهيرة مكتظة


غادة عزيز - سوريا


  كانت الظهيرة مكتظة
ووجهك سارح بالماء
كاذب هذا المساء
حين قال:
 أن النهار بدأ باكرا
حين هرب من القصيدة لحروف الهجاء
حين مر غزال الماء
كنت وحدي وهذا الباب
لم يعرني وجهه
فأكون حقيقة الخطيئة في منتصف العذاب
في الهمس يسقط
حين  فاضت الروح أنهرا وخيام
حين شددت الوقت بالمسمار...

يا نبي الماء
أتى الشتاء
نام البحر والأرق
فكيف أسلك الطريق
ولا قصائد ترافق خطوتي
كيف ألتقيك ولست من حسان الحور
كل ما لدي جسد يؤرقه الردى
أنتشي من فرط التوهج
فيا أيها المعجون من وجع يخالفه انهزامي
أيها العابر مدنا تحاكي التصاقي
كيف أغفو
وقد صارت رؤيتي _ شرودي
حزنا عابرا يصهل في الجهات
ولا جهات
أغني الشقوق... السطوح
ألاحق الصمت والرذيلة في الحارات
ولا شيئ يعبرني و ما قلت :
بأي ألاء ربكما.... تكذبان
هكذا في غفلة
مات الشارع في  منتصف الوقت

       يا خضرة الشهوة
تغرر المعنى
كيف صار الموت فكرة حانية
و الحسرات رمز الفقد والفقيد في الذكرى
انا النحيلة من شظايا ارثيَّ المنهوب
أصوغ الشعر
قد تضرعت لكل حرف أن اصوغ _المعنى كالحديد
فإن خانني النص _سوف أفنى
فدعني أؤجل أخطاء النهاية
وأسمي نفسي عاشقة
قبل ان تؤجلني البداية
فالشعر والحب نشيدنا الأبدي
والشمس دلالة
فان مت  _ مت باحتمال واحد _بكت على نعشي القصائد
وانتحبت حروفي.... وابتهلت
يطهرني ماء زلال
فدعني للمسـافة _ للريح تعدو _تحصي تاريخ الرمال

يا لاجئاً للأبجدية
ما سهوت وما غفوت
كنت انتظارا" في شظايا كأسك المكسور
والنشوة متعة الشرب في لغة الخمور
لي حق المؤلف في نطق الحروف
لي الليل في خطوات الطريق
فقد عانيت ما يكفي
وأخفي أكثر مما أبوح
أينما يممت وجهي يملأ الحب قلبي
وأشهق بالخراب الكبير
هذي ضريبة الحب حين يفيض كالنبيذ
ولأنني وحدي أسلمت روحي
للبنفسج في حزنه _فقتلتني ظنوني
فليس ما يرويني إن انطفأ النهار
فدع لي حروفي لأموت على مهل
ليقولوا....شاعرة
 تموت في جمر القصيدة
في زفير الشعر
في حيرة الأخطاء
حين القلب جارف
والظيهرة فارغة.... ووجهك سارح بالخراب.

 

تعليق عبر الفيس بوك