أُحِبُّكِ لا كَأنِّي ..!


علي المؤلف - البحرين


هامِش: (مَا لَمْ يَقُلْهُ دَرويشُ في قَصيدَتِهِ كَأَنِّي أُحِبُّك)
//
عانِقيني ..
كَشَمْعَةٍ تَتَشَيَّا
سَتَرَيْني أَذوبُ شَيَّا ؛ فَشَيَّا
//
سَتَرَيْني ..
كما تَشائِينَ لَكِنْ
سوفَ أَبْقى كما أَشاءُ عَلِيَّا
//
سَوفَ أبْقى بِكِبْرِيائِي ..
وأَبْقى خافِضًا عَندَكِ الجَناحَ العَصِيَّا
//
رُغْمَ ما بي ..
وَرُغْمَ صَوْتِ غُروري
لَمْ أَزَلْ ذلِكَ الفَتَى العاطِفيَّا
//
أَتَمناكِ رَغبَةً في دُعائي
وأُناجيكِ بُكْرَةً وَعشيَّا
//
لا أُمنِّي سِوى صَداقَةِ عَيْنَيْكِ ..
كما أَشْتَهيكِ جرحًا وَفيَّا
//
؛ فامْنَحيني خُطَاكِ وَرْدًا وَماءً
يَسْتَقِرُّ الثَّرى ..
مَقَرَّ الثُّريا
//
واملَئِيني ..
بِمعجزاتِ النَّبيينَ القُدامى ..
تَجَلِّيًا مَخْفِيَّا
//
وإذا جِئْتُ لِلْقاءِ ..
؛ فَإنِّي شاعِرٌ جاءَ مَوْعِدًا طَلَلِيَّا
//
أنا أَهْواكِ لا كَأَنِّي ..
كما دَرويشُ ..
أَهْواكِ عاشِقًا صُوفيَّا
//
راقِصًا وَسْطَ عُزلَتي ..
أَقْتفي اللهَ ..
وَشَيخَ الطَّريقَةِ المَولَوِيَّا
//
عانِقيني ..
وَلْنَنْعَتِقْ مِنْ سِوانا
وَخُذينِي ولْتَأْخُذيكِِ إليَّا
//
وَدِعينا نُحِبَّنا عَلَّنا بالحُبِّ ..
نُحيي وُجودَنا العَدَمِيَّا
//
وَلَعَلَّ اخْضِرارَنا وَنَدانا
سَيُرِقُّ التَّصَحُّرَ الآدَميا
//
وَنُذيبُ الحُروبَ ..
لمَّا تُذيبينَ جَليدَ الشِّفاهِ في شَفَتَيَّا
//
إنَّ في القُبْلَةِ السَّلامَ المُرَجَّى
قَبِّلي ..
نَلْقَ سِلْمَنا الأَبَدِيَّا
//
واكْتُبيني بِوَجْنَتَيْكِ ..
عَساني ..
أَفْتَدي وَجْنَتيكِ نَشْرًا وَطَيًّا
//
أَنا في الحُبِّ عاشِقٌ وَشَهيدٌ
شَيَّعَيني ..
وَلا تُصلِّي عَلَيَّا
//
ما أَنا مُمْسِكٌ بِدِيني ولا دُنْيايَ ..
لا فاجرًا ولَستُ تقيَّا
//
إنْ يكُنْ لِلْهوى ..
نَبِيٌ وَدِينٌ
كانَ ديني وَكُنْتُ فيهِ النَّبِيَّا
//
مَذْهَبي العِشْقُ ..
قِبْلَتي الشَّوْقُ ..
أَنَّى نَزَلا تَنْزِلِ السَّماواتُ وحيَا ..!
//
وَلِهذا نَطَقْتُ في المَهْدِ طِفْلًا
حِينها ..
قِيلَ : (جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)
//
بَشرًا كُنْتُ لا ملاكًا ..
ولكن
دونَ ربي فَما اتَّخذتُ وَلِيَّا
//
حينَ أَهْواكِ ..
لا تَقولي لِماذا
لستُ أَدري لَمَ انْهِمارُكِ فيَّا
//
قلتُ : يا لَيْتَني أَموتُ ..
وأَعْني لَيْتَني في الهَوى ..
أَموتُ وَأَحيا
//
كانَ مِثلي ..
صَدِيقِيَ المُتَنَبِّي
مُسْتهامًا وشاعِرًا نَرْجِسِيَّا
//
إنَّهُ كانَ طائِرًا لا يُحاكى
وأَنا ..
صِرْتُ طَائِرًا محْكِيَّا ..!

 

 

تعليق عبر الفيس بوك