جهود كبيرة لصحية ظفار في مواجهة "ميكونو" من أجل سلامة المرضى

...
...
...
...
...
...

 مسقط - الرؤية 

برزت جهود وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة ظفار خلال مرور الحالة المدارية (مكونو) على محافظة ظفار لتسهم في الحد من التأثيرات المباشرة على القطاع الصحي أثناء الأنواء المناخية الأخيرة وذلك من خلال التنسيق مع مختلف القطاعات الأخرى الحكومية العسكرية والمدنية المختلفة بالمحافظة بشكل عام.

وقد وضعت المديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة العديد من الخطط الاحترازية والإجراءات الفورية للمشاركة في اللحمة الوطنية لمواجهة مخاطر الإعصار وإدامة الخدمات الصحية في جميع ولايات المحافظة خلال الأنواء المناخية الأخيرة التي تأثرت بها المحافظة.

 كانت بداية المواجهة بعقد اجتماع طارئ للجنة الرئيسية لإدارة الطوارئ بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة ظفار برئاسة الدكتور خالد بن محمد المشيخي مدير عام المديرية، وجاء انعقاد الاجتماع عقب نهاية اجتماع اللجنة الفرعية للدفاع المدني بالمحافظة للوقوف على تطور الحالة المدارية القادمة على محافظتي ظفار والوسطى وعلى ضوء ذلك تم تشكيل خمسة فرق عمل، تم إسناد لكل منها مهام خاصة حسب طبيعة العمل المنوط بها.

وخرج الاجتماع بعدد من التوصيات تم تطبيقها فيما بعد كإجراءات خلال فترة الأنواء المناخية، حيث تم إخلاء مستشفى السلطان قابوس بصلالة وتوزيع الحالات الطارئة على كل من مركز طب وجراحة القلب، بالإضافة الى التنسيق مع القائمين في مستشفى القوات المسلحة بصلالة لاستقبال حالات الولادة وعدد من الحالات الطارئة التي يصعب وصولها لمركز القلب والمستشفيات الخاصة و(مستشفى بدر السماء ومستشفى خط الحياة ومستشفى الرازي) للاستعداد لاستقبال عـدد من الحالات المرضية عند الضرورة اللازمة.

 هذا وتضمنت الإجراءات المتعلقة بمستشفى السلطان قابوس في البداية ترخيص المرضى ممن تسمح حالتهم الصحية بذلك، إلى جانب إلغاء جميع العمليات الروتينية وتعليق الإجازات الاعتيادية للأطقم الطبية والفنية بالمستشفى كإجراء احترازي سريع لذلك .

وجاء إقـرار إجلاء جميع مرضى مستشفى السلطان قابوس بتاريخ 24 مايو الماضي بعد أن تم التنسيق التام مع مركز إدارة الحالات الطارئة بمكتب معالي وزير الصحة والذي من جانبه قام بالإشراف الكامل على عملية نقل المرضى ومرافقيهم عبر طيران سلاح الجو السلطاني العماني والطيران العماني من صلالة إلى مسقط، وتوزيعهم على المستشفيات في محافظة مسقط وبقية المحافظات الأخرى بالسلطنة، وتعتبر هذه العملية من أصعب مراحل الخطة العامة الموضوعة للتعامل مع الحالة المدارية.

 حيث تمت عملية النقل في وقت قياسي سريع لايتجاوز الـ 24ساعة، وإجلاء 333 مريضا ومرافقا ومسعفا منهم  274شخصا تم نقلهم عبر سلاح الجو السلطاني العماني و59 شخصا تم نقلهم عبر الطيران العماني، وكان من بينهم عدد كبير من الحالات الحرجة والأطفال الخدج الذين يعتمدون كليا على أجهزة التنفس الصناعي، والكثير من حالات الفشل الكلوي من كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة مختلفة.

 كما تم تنسيق نقل المرضى من مستشفى السلطان قابوس إلى المطار العسكري بصلالة في كل من قاعـدة سلاح الجو السلطاني العماني بصلالة والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بصلالة ومستشفى القوات المسلحة بصلالة وشركة نقليات الخليج باشراف وتنسيق محكم من قبل مركز إدارة الحالات الطارئة بمكتب الوزير والمعنين بالمديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة وخاصة (مكتب إدارة الحالات الطارئة بالمديرية ومستشفى السلطان قابوس).

كما تم التنسيق لإخلاء مستشفى سدح ومستشفى رخيوت ومركز ضلكوت الصحي ومركز الحلانيات تحسبا لتعرضها للتأثيرات المباشرة للأنواء المناخية، كما تم إغلاق مركز الدهاريز الصحي (مع اجلاء سكان المنطقة كليا) ومركز صلالة الجديدة (لصعوبة الوصول إليه بسبب ارتفاع منسوب المياه) .

وتضمنت الإجراءات الاحترازية المطبقة من قبل الخدمات الصحية لمحافظة ظفار حصر الأدوية والمواد الطبية والجراحية وأجهزة التنفس الاصطناعي المتنقلة، والمولدات الكهربائية وأسطوانات الأكسجين بجميع المؤسسات الصحية وتوزيعها بناء على الحاجة الفعلية سواء في مؤسسات وزارة الصحة أو في مستشفى القوات المسلحة بصلالة أو مؤسسات القطاع الصحي الخاص. والإفادة حول جاهزية واستمرار كل من مخزون المياه والكهرباء والأكسجين والمواد الغذائية في المستشفى المرجعي والمستشفيات المحلية بالولايات والمدة الزمنية التي يمكن أن تعتمد عليها هذه المؤسسات عند انقطاع هذه الخدمات.

كما شكلت فرق عمل صحية على مستوى ولايات المحافظة، إضافة إلى وضع خطة عامة لكل ولاية لضمان سلامة الخدمات الصحية، والتأكد من جاهزية جميع سيارات الإسعاف في جميع المؤسسات الصحية بالمحافظة . 

 وبعد إعلان اللجنة الرئيسية للدفاع الوطني عن انتهاء التأثيرات المباشرة للحالة المدارية (مكونو) سارع القائمون على الخدمات الصحية لمحافظة ظفار ممثلة باللجنة الرئيسية لإدارة الطوارئ بالتنسيق مع مركز إدارة الحالات الطارئة بمكتب معالي الوزير حول وضع خطة لإعادة تفعيل الخدمات الصحية في عـدد من المؤسسات الصحية الموقوفة عن العمل والتي تم إجلاء المرضى منها بصورة تدريجية، وذلك حسب جاهزية المكان ونسبة أضراره .

 وجاءت الأوامر السامية بمنح موظفي القطاعين العام والخاص بمحافظة ظفار إجازة رسمية لتسهل من جانبها من عملية إعادة الخدمة لتلك المؤسسات الصحية لتوفر الوقت الكافي لهم.

لذا فقد تم إعادة الخدمة الطبية لكل من وحدة غسيل الكلى بمستشفى السلطان قابوس ومركز الدهاريز ومركز مضي ومركز اندات الصحي يوم 27 مايو الماضي، كما تم إعادة الخدمة لقسم الطوارئ ولعدد من غرف العمليات وبعض أقسام مستشفى السلطان قابوس، كما تم في اليوم التالي إعادة تشغيل العمل في مركز ضلكوت الصحي، فيما أعيد تشغيل الخدمة بالعيادات التخصصية بمستشفى السلطان قابوس وفي مركز صلالة الجديدة ومستشفى سدح يومي 29 و 30 من الشهر نفسه.

تعليق عبر الفيس بوك