الحوثيون: مناقشة تسليم الميناء مع مبعوث الأمم المتحدة "طلب غير واقعي"

"التحالف" يسيطر على مساحات من مطار الحديدة باليمن.. والسكان: الموت في كل مكان

 

صنعاء - الوكالات

اقتحمتْ قوات عربية تَتْبع التحالف -الذي تقوده السعودية- مطار مدينة الحديدة، أمس، وقال مصدر عسكري يمني ووكالة الأنباء الإماراتية وسكان محليون إن القوات سيطرت على مساحات كبيرة من المجمع في معارك مع الحوثيين (جماعة أنصار الله). وستمثل السيطرة على المطار -في حال تمامها- مكسبا مهما للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات اللتان تعهدتا بهجوم سريع على المدينة بدعوى تفادي تعطيل المساعدات التي تصل عبر الميناء الرئيسي بالبلاد.

وقد شن التحالف المدعوم من الغرب الهجوم على الحديدة يوم 12 يونيو؛ بهدف تغيير الموازين في حرب بالوكالة بين السعودية وإيران فاقمت الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وقال مصدر عسكري يمني مناهض للحوثيين لرويترز: "الآن بدأت عملية اقتحام مطار الحديدة". وقال أحد السكان: "هذه أول مرة نسمع فيها الاشتباكات بهذا الوضوح. نستطيع سماع صوت المدفعية ونيران الأسلحة الآلية"، مضيفا أن طائرات حربية قصفت المطار في وقت مبكر يوم الثلاثاء.

وذكرتْ وكالة الأنباء الإماراتية أن قوات التحالف سيطرت على مساحات واسعة من مجمع المطار، وأسفر تصاعد القتال عن إصابة ونزوح عشرات المدنيين وعرقل عمل جماعات الإغاثة في إرسال مساعدات حيوية لملايين اليمنيين عبر الميناء المطل على البحر الأحمر. وسببت معارك، أمس الأول، حالة من الذعر بين السكان؛ حيث قالت إيمان (37 عاما) وهي أم لاثنين وهي تغالب دموعها: "طفلاي مرعوبان. المعارك وصوت الانفجارات في كل مكان ونحن محبوسون في منزلنا بحي الربصة من دون مياه.. ما الذي فعلناه لكل ذلك؟". وذكر محمد شرف (44 عاما) وهو موظف حكومي، أنه أرسل أسرته بالكامل إلى العاصمة صنعاء قبل عدة أيام وأنه يستعد للرحيل أيضا. وقال: "الموت والدمار في كل أنحاء المدينة".

وتخشى الأمم المتحدة أن يؤدي الهجوم لتفاقم أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم والأكثر حاجة للتدخل العاجل؛ حيث يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات، كما أن هناك 8.4 مليون على شفا المجاعة.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يعيش 600 ألف شخص داخل وحول الحديدة، وقد تخلف المعارك ما يصل إلى 250 ألف قتيل إذا تطورت الأحداث بشكل سيئ. وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن ميناء الحديدة ظل مفتوحا أمس، فيما سارع البرنامج بتفريغ حمولة ثلاث سفن تحمل ما يكفي من الغذاء لستة ملايين شخص لمدة شهر.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية: إن التحالف يعول على مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن الذي وصل إلى صنعاء يوم السبت؛ بهدف التوصل لاتفاق مع الحوثيين على مغادرة الحديدة، لكن شهودا ذكروا أن جريفيث غادر صنعاء، أمس، دون أن يدلي بتعقيب تاركا التساؤلات عن أي تقدم تحقق دون أجوبة.

ونَفَى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، أن تكون المحادثات مع جريفيث تركزت على تسليم الميناء وقال: "هذا الطلب غير واقعي". وقال لرويترز عبر الهاتف: "ناقش المبعوث الدولي في كل زياراته موضوع الحل السياسي الشامل على المستوى الداخلي والإقليمي والترتيبات العسكرية والأمنية في مختلف الجبهات وليس جبهة الحديدة فقط".

وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد تدخل في حرب اليمن عام 2015 لمحاولة الإطاحة بالحوثيين وإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة حاليا خارج البلاد وإحباط ما تراه الرياض وأبوظبي طموحات من جانب إيران لبسط هيمنتها في المنطقة. ومن شأن خسارة الحديدة أن يوجه ضربة قوية للحوثيين؛ حيث ستقطع خط الإمداد الرئيسي عنهم، وقد ترجح أيضا كفة التحالف العسكري المدعوم من الغرب والذي فشل حتى الآن في هزيمة الحوثيين في حرب أودت بحياة عشرة آلاف شخص رغم تفوقه في التسلح والقوة العسكرية.

تعليق عبر الفيس بوك