أوبـــــــــة

 لميس الزين - سوريا


تعالَ إليّ يا نور عيني. كنتُ أعلمُ أنَّ قلبَك لن يطاوعَك على فِراق أمِّك أكثر. كيفَ سوَّلت لك نفسُك أن تبتعدَ كلَّ تلكَ المدّة الطويلة. ألم تشتق حضني الذي كانَ يضمُّك طفلاً في نهاراتِ الشّتاء الباردة، وفي ليالي المرض والحمّى؟. لطالما تمنَّيتُ لو أنَّ الصَّحةَ توهَب لكنتُ وهبتُ لك عافيتي حبّاً وكرامةً..
كم مرّة خاصمَني أبوك قائلا كفى دﻻلاً!. وكم مرَّة تحوَّلتُ إلى لبوةٍ حينَ يتعرَّضُ لك واحدٌ من أولاد الجوار بسوء.
يا حبَّة القلبِ، ما أسعدَني اليومَ بحضورك.
سامحني يا مهجةَ الرُّوح، فلم أقلْ ما قلتُ عن زوجتِك إلا ألماً لتطاولِها عليك، لعلّها الآنَ تُعامِلُك باحترامٍ يليقُ بك.
مَن هذا الصّغير الذي معَك ؟ ابنُك ؟ يا إلهي كيفَ لم أنتبِه؛ إنَّه يشبهُك. تعالَ إلى حضنِ جدتِك يا روحَ الروح. كم انتظرتُ رؤيتك.
بني، ما بالُك تقفُ متسمِّراً؟. كفكف دموعَك وتعالَ إليَّ، لكن مَن تلكَ المرأة المسجَّاة على السرير؟
يا إلهي، إنَّها تشبهُني!. أهي أنا ؟.

 

تعليق عبر الفيس بوك