وحيداً يبكي



سوسن صالحة أحمد – سوريا

(مزامير داوود)
تفر من الأخبار
تستمع لأغنية فيروزية تبدد الفكر في ملاحمها
ترسم ملامحها بخيالك مستبسلا أن تلبسك فتمحو ما كان قد علق بك من أمسٍ ملئٍ بالطائرات
تتناسى وحشة القبور اللَّم تجد فراغها
حديقة لم تزل تتطاير فيها قبلات العشاق هاربة من نذير لا ينذر إلا بالفوات
أعشاش عصافير سكنت شجرها.. بردَ قشها!
تغض الطرف عن قطة أنفت أكل لحم البشر فماتت جوعا.. وما أنفوا
تناسخ الجرح في القبور الحجرية المُقَرِّنة
امتلاء بئر يوسف بالدم
الأخوة الذئاب والذئب الأخ
تضخم الأصنام على معول إبراهيم
كعبة لم يبنِها أحد.. لا تدري متى يتوقف حولها الطواف
مسيح لا قيامة له.. بصليب مصلوب
نعال تدكُّ وادي موسى
ابن نوح وحيدا في السفينة
ولا محمد
تقول فيروز:/ ياشمس المساكين/
تلتفتُ إليه بلا قرار
مثلكَ أنا
مرة التفتُّ إليه فوجدته مثلي
وحيداً يبكي.

 

تعليق عبر الفيس بوك