غزو بدر الخالدة وإسقاطات الواقع الإسلامي


أ.د/ محمد بن قاسم ناصر بوحجام - الجزائر


من الآيات التي نزلت بمناسبة غزوة بدر،التي وقعت في رمضان، ما تضمنته سورة آل عمران: 《...وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط》(120)《ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مومنين》(139) 《وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين》(147)《الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم》(174،173)
حين نتأمل هذه الآيات ونسقط عليها واقعنا اليوم.. ونربطها بالمناسبة التي هي واقعة بدر، التي كانت امتحانا للمسلمين في أول مواجهة مسلحة بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، بين إمكانات مادية ضعيفة وإمكانات كبيرة: عددا وعدة.. ثم ننظر إلى النتيجة التي أسفر ت عنها المعركة.. ندرك أن الانتصار جاء من الله نعمة وفضلا؛ نتيجة الإيمان والصبر والتوكل على الله والثقة فيه، ثم في الذات..وأن الهزبمة حصلت من الله؛ نتيجة الطغيان والاستبداد والغرور وفقدان الإيمان.
نحن اليوم نعيش رعبا وضغطا واستفزازا وحشد قوى وتسخير إمكانات متعددة الأوجه والأقنعة.. ونعيش مؤامرات ومناورات وتهديدات بإزالتنا من الوجود. أو فرض واقع معيش مذل علينا، وتجمع علينا قوى داخلية وخارجية لتنفيذ مؤامرات بعناوين وأسماء كثيرة: صفقة العصر، نظام عالمي جديد، شرق أوسط جديد، دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل، إقامة دول طائفية وإقليمية في أنحاء متفرقة في الوطن الإسلامي، إثارة نعرات ونزاعات وتصادمات وانشقاقات ببن الأشقاء وأبناء العمومة، وزرع ثقافة الخيانة السياسية في جسم الأمة.
كل هذه الأعمال والمشروعات لن يكتب لها النجاح. إذا قابلناها وواجهناها بما حملته لنا مقومات غزوة بدر الخالدة. وتمسكنا في ذلك بغرز ما جاءت بها الآيات التي ذكرناها، وانشددنا بأزر ما أمرنا به الله عز وجل الاعتصام به: الثبات والصبر والإقدام بقوة لإرهاب العدو، وملأنا قلوبنا بالإيمان والثقة بنصر الله عباده اامؤمنين الصادقين المخلصين الموفين بالعهد.

 

تعليق عبر الفيس بوك