جــــدتي


تيسير حيدر - العراق


كَعصْفورةٍ عَادَتْ إلى عُشِّها بمُدِّ قَمْحٍ وَفِير ! 1960
جَدَّتي في غُرْفَتِها تَلْتَهِمُ خُبزَها مَبْلولاً بالشَّايِ والرِّضى!
تَجْعَلُني أدوسُ ظَهْرَها، بعْدَ خَلْعِ حِذائي،
ظَنّاً مِنها بأنَّني سَأشْفي عَمودَها الفقَرِيِّ الأعْوج !
لا أقْدِرُ أن أخَمِّنَ مِقْدارَ حُبِّها لي، هو المُطْلَق!
زَيْتونُ غَدائها شَهِيٌ وَرِقَّةُ قَلْبها جَمالٌ مُصَفَّى!
لَمْ يَبْقَ لي مِنْها إلاَّ سَرابُ هَيْكَلِها،
كَعَابدَةٍ على مُصَلِّيَتِها لا يَنْضبُ دُعاؤها!
هيَ كَرْمٌ دَاني الأغارِيْدِ والعَناقِيْدِ والقُبَلِ والتَّسامُحِ !
تَجْعَلُني أفْرَحُ كَعُصْفورةٍ عَادَتْ إلى عُشِّها بمُدِّ قَمْحٍ وَفِيْر!!!

 

تعليق عبر الفيس بوك