نسنِّدُ حيطانَ الضجر بضحكاتنا الواهية


كوثر وهبي – شاعرة سورية مقيمة في الدوحة – قطر


أرمي بنفسجةً
على جثة الوقت الآيلِ للنحول
تنمو في دمي دمعاً وحرائق
أودُّ لو أكتبَ شيئاً عنك
عن موتك القصير كفرحٍ لم يكتمل
عن قلبكَ الذي ضاقت به صدورُ المنافي
واتسعَت له دروبُ التيهِ والنكران
عن نبتةٍ ربيتها في تربةِ القلب
فغدتْ صبارةً تخِزُّ عروقَ الطريق
في الإيابِ والذهابِ إليك..
أتساءلُ بعدك ومعك..
ما الذي نفعلهُ في الحياة..!؟
نسنِّدُ حيطانَ الضجر بضحكاتنا الواهية..؟
نمسكُ بتفاصيلِ المفردات الحميمةِ
التي كوَّنت يوماً، حدثاً
جميلاً، كالحبّ..
أو جليلاً، كـ انقضائهِ السريع..
نتسلَّقُ أمنياتٍ معطوبةً، أدركنا باكراً عقوقها
نرتقُ ما تمزقَ من أفراحنا
 الفقيرة، وفقرنا الموجعِ لها..
أودُّ لو أكتبَ عني
 عن قلبيَّ الهشِّ كجنحِ عصفور صغير
ويديَّ المتآكلتين نزفاً
حين أهشُّ بهما
 ذبابَ الخوفِ عن ليلي الطويل
وأداري رجفةَ الصوتِ الحزين
أَتعْلمْ؟... لا زلتُ عالقةً هناك..
عند آخرِ تلويحةٍ من يدي
خلفَ نهر دموعٍ، سجنتهُ داخلاً
كي لا ينفجرَ الكونُ في صدري ألماً
أما الآن .. فالجميع قد رحل وأنت..
تساوينا في الغياب
وبقيت الأماكنُ تجهشُ
بالفقدِ والحنين..

 

تعليق عبر الفيس بوك