إعلام المستقبل

فايزة الكلبانية

جميلٌ هو ذاك الحراك الذي تشهده الساحة الإعلامية اليوم لمناقشة أبرز تحديات المنظومة الإعلامية والوقوف عليها للوصول إلى أفضل الممارسات الوطنية لهذا القطاع.. أدوارٌ فاعلة لمركز التواصل الحكومي أظهرها إعصار "مكونو"؛ حيث عَمل المركز على إعداد وصناعة المحتوى، وإدارة الأنشطة الإعلامية للجنة الوطنية للدفاع المدني عبر حسابها على "تويتر"؛ بنشر التحذيرات والتنبيهات والإرشادات بلغات مختلفة، ورصد ومتابعة ما يُتداول عن الحالة المدارية عبر كافة وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب العمل على رصد الملاحظات والبلاغات من الجمهور عبر حساب اللجنة الوطنية للدفاع المدني في "تويتر"، وتحويلها للجهات المعنية، ومتابعة الردود ومتابعة الهاشتاجات النشطة، والعمل على التكامُل مع المؤسسات الإعلامية والحكومية والخاصة؛ لمتابعة تطورات التغيُّر المناخي، وتنسيق الرسائل الإعلامية من زيارات وتخطيط مشترك واجتماعات، كما تمَّ التنسيقُ مع فيسبوك لتفعيل خاصية التحقق من السلامة في المناطق المتأثرة كمشاركة الوضع الآمن مع الأصدقاء والأسرة، وطلب وتقديم المساعدة؛ وذلك عبر فريق متكامل في جوانب الرصد والتحليل، وصناعة المحتوى والتنسيق والمتابعة.
حُضور فاعل ونقاشات ثرية شهدها اللقاء الذي نظَّمه مكتب الرؤية المُستقبلية 2040 بجامعة السلطان قابوس، مؤخرا، في مبادرة عنوانها "إعلام المُستقبل"، هدفتْ لإشراك القطاع الإعلامي في صياغة وبلورة هذه الرؤية، تخلل هذه الجلسة عدد من أوراق العمل ألقاها مختصون وأكاديميون لهم بصمتهم في المسار الإعلامي؛ حيث لخَّص الدكتور عبدالله بن خميس الكندي أستاذ الصحافة المشارك بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، في الورقة التي قدمها، أن من أبرز التحديات التي يواجهها الإعلام في السلطنة استمرار التعامل مع الإعلام باعتباره قوة تابعة وليست قوة مستقلة؛ إذ إنَّ مؤسسات الجهاز التنفيذي تسيطر على مؤسسة الإعلام، وتضيِّق مساحة الاختلاف والنقد في مضامين المواد الإعلامية، إضافة لضعف الثقة في مؤسسات الإعلام والمبادرات التي يمكن أن تقوم بها، فضلا عن الإصرار على نموذج "القوة التابعة" في التعامل مع المؤسسات الإعلامية، ويُمكن حل هذه المشكلات من خلال التحول التدريجي من "إعلام الحكومة" إلى "إعلام الدولة"، والاستفادة من تجربة مؤسسة القضاء، والاستفادة من مبادى النظام الأساسي للدولة، وتوظيف قيم التعايش والتسامح.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه عن مدى إمكانية الأخذ بكل هذه الحقائق بعَيْن الاعتبار، وإعادة دراستها لتحسين وضع الإعلام والإعلاميين قياسًا بباقي القطاعات؟!
... إنَّ النجاح الذي حقَّقته مختلف وسائل الإعلام -المسموعة والمقروءة والمرئية- في متابعة أحداث "مِكونو"، والبث المباشر على مدار الساعة، للتعريف بأدق التفاصيل والتطورات، يعدُّ نجاحًا يُحسب لجميع الجهود المبذولة، والذي أساسه تكاتُف وتضافر الجهود بين صُناع القرار والمسؤولين والموظفين، إشادات كبيرة من داخل وخارج السلطنة بالدور الإعلامي المتفرد والمتميز في نقل الحدث ومتابعته، لم نكن لنصل إليه لولا تضافر جميع الجهود، واليوم نحن بحاجة لتضافر هذه الجهود، ليس فقط في لمواجَهة حالة مدارية ما لا قدر الله، بل نحن بحاجة لها بذات السرعة والدقة والإخلاص كل يوم لنصل لأهدافنا، ونصبح دائما سبَّاقين للتميز وصُنَّاعًا لـ"إعلام المستقبل"، فنجاحنا في "مِكونو" بحاجة للوقوف على دروسه العظيمة، وإعادة بلورتها لنطبِّقها يوميًّا في دائرة أعمالنا؛ فالمرحلة تتطلَّب "تجربة مِكونو" لإنجاح إعلام المستقبل.
-----------------------------
همسة:
كل الشكر والتقدير لجهود مركز التواصل الحكومي، آملين لشراكته مع وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون وجامعة السلطان قابوس -ممثلة بمبادرة "إعلام المستقبل"- أن تحقق ما تتطلع إليه من تعظيم لدور الإعلام الوطني في هذه المرحلة، ليكون رافدًا وداعمًا وشريكًا في تحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040".

faiza@alroya.info