الجـسر (و) الهارب تقريبًا


أسامة حداد – شاعر وناقد مصري


 [1]
الهارب تقريبًا
لماذا تطاردني التماثيل؟
وتقفز الحوائط نحوي ؟
وأجدني معتقلًا فى مرآة أمامي؟
وثمة جرح برأسي ، لايعرف الأطباء أسبابه...
نعم حاولت الاختباء بشجرةٍ،
وبحثت عن ملك،
كان يرفرف أمام نافذة طفلٍ يشبهني ...
لا فائدة ...
أنا مقامر مُثقل بالديون،
هارب من ظلي،
لا أجد فى مغامرتي غير متاهةٍ،
تتربص بخطوتي،
وعاصفة تتجول فى رئتيّ،
والجميلة لاتمر من هذه الشوارع...
***
[2]
(الجسر)
ما فائدة أن يشكو جسر إلي؟
إنه ليس حوذيا فى قصة لتشيكوف !
وأنا أعرف سر اكتئابه؛
وأسباب خلافاتنا الدائمة...
تركته أمس يحاول إصلاح عطبٍ فى أذنيه؛
كنت ألعب النرد وأشاهده من بعيد؛
يعبث بحفرٍ تنمو بجسده؛
ويسأل السيارات عن هروب الأشجار من أرصفته الضيقة...
ويشي لشرطيٍ عن أطفال الشوارع،
النائمين فى حراسته...
وينتظر عبور شاحاناتٍ جديدةٍ...
يطل على الطرق والبنايات بعداوةٍ متبادلةٍ،
ويحاول دعوتي لعبوره من جديدٍ...
وأنا أقذف النرد بحماقةٍ،
 وأخسر كعادتي...

 

تعليق عبر الفيس بوك