أبقيتُكِ ســــــراً


هشام الشماري - اليمن


آه يا مُنيةَ الروحِ !
كلٌما غرسَتِ الغربةُ أنيابَها وخنقتْ الروحَ تَذكرتُكِ ، وهذا القلبُ ينبضٌ بشدةٍ وكأنُه يريدُ أنْ يفتحَ ممراً من صدري للهروبِ إليكِ .
كلٌما مضغَ قلبيَ الحزنُ وانتشرَ الألمُ في خلاياي تذكرتٌكِ .
أشعرُ أنني بلا كيان ،ِ بلا ملامحِ ، بلا روح ، بلا أنا...
أقفُ عاجزا وأنا أرى قلبَ بريءٍ يحترقُ بصمتٍ ، والجمراتِ تزدادُ اتقادا بصمتٍ .
أتدري ؟
-يا فِتْنةَ القلب- ِ منْذُ اختفيتِ لم يغرّدْ عصفوري في الصّباحِ ، لم يعزفْ على وترِ القلبِ ، تكسّر الوقتُ على أهدابِ الضّوء وأنتحب الفجرُ ، وأطبقَتِ الكتبُ أجفانَها بينْ يدي .
منْذُ غادرتِي وأنا أقبعُ في بئرِ أحْزَاني ، وقلبي يركضُ إليكِ حافي القدمين ؛ كأنُه يبحثٌ عنْ نبضه .
إنني أفتقدكِ ولا يمكنني أنْ أوقفَ هذا السيلَ الهائلَ بداخلي نحوكِ .
إنني أرضٌ خصبةٌ لكِ، لكِ وحدكِ فقط .
تلك الأوقاتُ التي قضيتُها معكِ وتلك الحكايا التي سمعِتُها منك أعِيدها الآن ؛ لأواسي بها قلبي لعلكِ تعودي قريباً ، لكنكِ بعيدةٌ .
آه يا طفلةَ قلبي!
أخبريني بربكِ كيف نبتتْ عروقُكِ بقلبي هكذا؟ كيف انتشرتِ في خلايا دمي ؟
أيٌ جنونِ هذا الذي يجرفُني نحوكِ بلا هوادةٍ بلا تفكيرٍ ؟
لقدْ كنتُ أخفي هذا الجنونَ ، أخفي الكثيرَ من مشاعري ، كنتُ أظنُّ أنكِ فقدتِ الكثيرَ في علاقة حبِ بائسة ، لهذا من الصعب أنْ تثقي بسهولةِ ً .

أتدري؟!
ربما - يا فتاتي - مازالَ قلبُكِ البريءُ يركضُ كالفراشةِ نحو النار فيحترقُ ، وهو يظنُ أنه نور.
سيحترقُ ، وسيفقدُ الكثيرَ من هالتِه ، وحينها سيكون -حذراً- يخاف أنْ يسلمَ نفسه بتلك السذاجة
يا سيدةَ الندى...
إنني بحاجةِ إلى قوةٍ هائلةٍ للسيطرةِ على نفسي ، وإلا لتلاشت في مساحات الفراغ ، وبحاجةٍ الى معجزةٍ لجمع أجزاءِ روحٍ ممزقةٍ على رصيف الشتات .
طفلةَ قلبي:
لدي الكثيرُ من الوجعِ ، وحرفي لا يتسعُ لحصره .
لدي الكثيرُ لك ، ولكن حرفي يرفعُ رايةَ الاستسلامِ أمامَ تيارِ الشعورِ المُتجِهِ لكِ .

 

تعليق عبر الفيس بوك