غمــــامة العـــــــشق


د.ريم سليمان الخش  - شاعرة سورية مقيمة في باريس

 

ألوذُ بالعشقِ محموما ومبتهِجا
وأتركُ القلبَ في بركانه ثَلجا
//
ليعتقَ النفسَ إنْ صارت به حِمما
ويمنح العمر من احزانه فرجا
//
لاترتضِ الوقت إنْ لم تلقَه شغفا
من قبة الحب تهدي أرضه حُججا
//
كي ينبتَ الزهرُ في أضلاعها أمما
وينسج النور من أصلابها مُهجا
//
سِفرُ النبوة ترتيلُ الضياء لنا
في رحله الحبُ مصباحٌ لدرب دُجى
//
فيه التصبرُ برءُ الجرح من ألمٍ
لايمحق الليل إلا الصبر إنْ نُهجا
//
فيه التبصرُ ثوب الروح في ولَهٍ
يُزيّنُ المرء إنْ في سرّه ولجا
//
عماده الطهرُ والأنفاس عابقة
وذكر ربك في طيب بها اختلجا
//
لاتأمل القلب إنْ باتت قساوته
مثل الحجارة أو في شكّه امتزجا
//
تبارك الحب سرّ الكون يعرفه
سرب الملائك تمجيدا له ابتهجا
//
في بحة الناي في التغريد رقته
في غبطة الزهر يذكو عطره أرجا
//
في ضفة النهر حيث الطير ناهلة
وحمد ربك بالآفاق قد عرجا
//
تبارك الحب خيط الشمس يغزله
ثوب الحفاة ويهدي دفئها هَزِجا
//
الكون ماالكون الا نور خالقه
ليمنح الدفء مشحونا ومنبلجا
//
قد علّم الصبح أن يلقاك في دِعَة
ويوقظ البِشْر من عينيك منفرجا
//
قد علّم الغيث وصل الأرض منهمرا
ليقتل الجوع منه البأس قد ضُرِجا
//
وعلّم القلب أن يحيا للذَته
فيتلوَ الخلَّ معشوقا به اندمجا
//
ويملأ الكأس من عينيه نشوته
ويسكب الشعر مبهورا به خَلَجا
//
تقدّس الحب طُهرا في سريرته
لايصطفي الحبُّ مشّاءً به عَوِجا
//
تبارك الشوق ياطفل الشغاف ويا
غمامة العشق تهمي قلبها لُجُجا
//
فتغسلُ الروحَ أنت الطهر منبعه
ماءٌ فراتٌ بخمر الشعر قد مُزِجا
//
إني أحبك ملء الروح ماسطعت
شمس المروءة أو ليل الهيام سجا
//
الشعر أنت تفاعيلٌ بها صدحت
بلابل الوجد في بحر بك انفرجا
//
يامركب الحرف في بحر يمدّ رؤى
وروعة الحسّ إنْ من عمقه خرجا
//
إني أحبك حبا لاانتهاء له
في سدرة الشوق تلقى (الريم) منعرجا

 

تعليق عبر الفيس بوك