القيادة التربوية الناجحة

 

عمرو عبد العظيم

يشير الدكتور محمد صالح بني هاني أستاذ القيادة التربوية إلى أن القيادة هي العملية التي تضمن تأثير القائد في الآخرين وتحفيزهم نحو تحقيق الأهداف المنشودة، ويؤكد أنها مفهوم يصعب شرحه ولكنها تلاحظ بدقة في سلوك القادة، حيث إن القائد يعطي مجموعته طاقة إيجابية ويفتح لهم المجال للإبداع والابتكار والوصول لنتائج مرضية للمؤسسة.

وفي مجال القيادة التربوية والمدرسية قمت بعمل مراجعة نقدية تحليلية لكتاب "القيادة المدرسية الناجحة.. من البحوث إلى النتائج" للمؤلف الدكتور روبرت جاي مارزانو، وتيموثي ووترز، وبرايان أي ماكنلتي، وكانت بداية هذه المراجعة عبارة طاب لي كتابتها في أول سطر في تلك المراجعة تقول: "لو لم تقرأ في فن القيادة التربوية هذا العام سوى تحليل ومراجعة هذا الكتاب لكفى؛حيث إنّه يقدم النصيحة العملية القائمة على نتائج البحث العلمي في القيادة التربوية والقيادة المدرسية الناجحة" ويركز كتاب القيادة المدرسية الناجحة على سؤال رئيسي وهو "إلى أي مدى تلعب القيادة دورًا في إذا ما كانت المدرسة فعالة أم غير فعالة؟" لمحاولة معرفة كمية التأثير الذي تقوم به القيادة في التحصيل الدراسي ونجاح العملية التعليمية بالمدرسة، ثم عرض الكتاب مجموعة من النظريات القيادية القديمة مثل نظرية "الرجل العظيم" ونظرية المميزات ونظرية تأثير البيئة، ويؤكد الكتاب ارتباط القيادة بمؤسسات كبيرة وعمل فعال، وبالمثل القيادة المدرسية التي تلتزم بتحديد الأهداف وخلق جو عام حيوي وفعال داخل المدرسة وترسيخ عادات وأساليب تفكير المعلمين الصحيحة وتنظيم المناهج وإتاحة الفرصة للطلاب للتعلم الفعال وذكر الكتاب عبارة مهمة لفتت انتباهي لأهمية القيادة" وفي ضوء الأهمية الملحوظة للقيادة فليس من المستغرب أن ينظر إلى مدير كفء فعال على أنه شرط مسبق وضروري لمدرسة فعالة".

لذلك باعتقادي أيضًا وأتفق مع الكتاب في أنّ المدرسة الناجحة الفعالة يقف خلفها مديرًا واعيًا لديه من السمات والمهارات القيادية التي تؤهله لقيادة فريدة تحقق أهدف المدرسة بنجاح.

وهنا نجد قلة في البحوث التي تناولت العلاقة بين القيادة المدرسية والتحصيل الدراسي إلا أنّ هناك دراسة وردت في الكتاب قامت بتحليل نتائج عدة بحوث تربط بشكل وثيق بين مستوى تحصيل الطلاب وقوة القيادة المدرسية لمدير المدرسة، حيث أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أنّ المدير الفعال يسهم في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي للطلاب.

ونعرض هنا لأهميّة نوعًا فريدًا من القيادة ألا وهي القيادة التحويلية حيث تُعد القيادة التحويلية الأسلوب المفضل للقادة ويفترض لها أن تفرز نتائج تفوق التوقعات، وحسب مفهوم بيرنز للقيادة التحويلية أنّها تمثل علاقات من التحفيز والتنمية بين القادة والتابعين ويمثل القادة فيها وكلاء الأخلاق والقيم، والقيادة التحويلية في التعليم وإدارة الجودة الكلية توضح أهمية التغيير والعمل الجماعي، ومن وجهة نظري أرى أنّ القيادة التحويلية من أهم وأفضل نظريات وأساليب القيادة لما لها من مميزات على مستوى القيادة المدرسية، حيث تساعد مديري المدارس على مواجهة تحديات التطورات المتسارعة وهي بمثابة الدليل الشامل لقيادة تربوية فعالة كما في (الصعيدي، 2015)، والقائد الفعال لا يشارك فقط في تأسيس فرق العمل، لكنه يتأكد أيضًا من مدى قابليتها للنجاح عن طريق تقديم الموارد الضرورية والدعم الضروري.

واختم بعبارة أعجبتني في كتاب القيادة المدرسية الناجحة تقول "رؤية بدون خطة مجرد حلم و خطة بدون رؤية مجرد عمل شاق، إلا أن رؤية مرفقة بخطة يمكنها أن تغير العالم" وتؤكد هنا على ضرورة أن تكون هناك رؤية للقيادة المدرسة مقرونة بخطة محكمة ومرنة وشاملة، وتشمل الخطة عدة عناصر كبناء فريق عمل قوي وتوزيع المسؤوليات على فريق العمل واختيار أنسب الأعمال ودرجة أهميتها ومدى تطابق نظم القيادة مع طبيعة وأهمية هذا التغيير، وبهذا نرجو أن تتحول جميع قيادتنا التربوية إلى قيادة تربوية فاعلة تُسهم في تطوير العملية التعليمية وتجويد مخرجاتها.

amrwow2010@gmail.com