مرثية المهرج الحزين

أشرف قاسم - مصر


وأتيتكم
كالبحر أحمل ألف أغنية
وألف بشارة
وعلى جبيني ترقص الأحلام
ومن الهموم نسجت ثوبا زائفا
وبلفظة معسولة
غررتكم
ولكم أمان صادهن كلام
وفرشت أهدابي طريق مسيركم
لكم النهار
ولي ليال يحتوي قلبي بهن
الحزن
والإظلام
***
وأتيتكم
كالشمس تهدي دفئها للبائسين
وهديتكم سبل الرشاد
ولم أزل في الشك أرزح
من سنين
كفكفت دمع عيونكم
والحزن في قلبي يثور
ويستكين
عجبا
لمن داوى الجراح
وجرحه صخر أصم
لا يلين !
***
وأتيتكم
وحسبتموني الطوق
في بحر الضياع
وابتعتمو شعري
فمن منكم رأى وهما يباع ؟
لا ذنب لي انا يا رفاق
ما كنت فيكم مرسلا
ما كان وحيا ذلك الشعر الغبي
لكي يطاع
غنيتكم
وخسرت من أحلامكم
والقلب ينزف دمعه
أجل اليتامى والجياع
أجل الذين تسوقهم أقدارهم
وتذلهم حاجاتهم
فإذا بهم
ما بين أنياب السباع !
***
وأتيتكم
لم تسألوني ذات يم عن حياتي
شعري الذي أحببتموه
شدوي الذي أكبرتموه
أما أنا ..
نسي بعصر الملهيات
قد كنت فيكم هاديا ومهرجا
لابد منه لكي يزيل البرد
عن ليل الشواتي
إني سأرحل عنكمو
ولديكمو شعري
فمن يقرأه منكم فليقل
قد عاش ميتا عندنا
والآن ينعم بالحياة !!

تعليق عبر الفيس بوك