أنقـــــــاض


مؤمن سمير – شاعر من مصر


كلُّ يومٍ يتضاءَلُ حجمي ويقِلُّ ضجيجُ جثماني، البنتُ وقفت فجأةً ونظرت في عيني ولم تهمس إلا بعد شهقةٍ من ذراعها وصرخةٍ من ساقها وركضٍ في الكبدِ، قالت لم تكن أنتَ أنتَ ساعةَ الطيرانِ ولم تَحْبِك المؤامرةَ بامتيازٍ...
عاديٌّ ولا تلفت النظرَ وقد تمرُّ عليكَ العاصفةُ فلا يتدغدغُ يقينُكَ، أَوْجعتَ سماءنا وقد ظننا بكَ القدرةَ على فَتْلِ أعلى السطوحِ الهربانةِ وتطريزها لنتسلى...
نَشَّفتَ أنهارنا يا أخي...
حقًّا لم أحزن من قلبي لكنَّ حجمي غافَلني وسقطَ على السلالم وصورتي في المرآة اختنقت على يسار الظِلِّ وأمي تقول لنفسها سقطَ في الهُوَّةِ يومَ ماتَ الأبُ، ثم قامَ يركلُ ابتسامتهُ في الوجوهِ...
أنا هنا يا أمُّ، سمعتُكِ رغمًا عني
وغافلتُ السِكَّةَ الملساءَ وفكرتُ في تلكَ الأحداقِ
لمَّا تطيرُ...
أنا هنا فسامحيني
ظننتُ باب المقبرةِ المفتوح
بسمة عابرة

 

تعليق عبر الفيس بوك