خطة "الإذاعة والتليفزيون" المتكاملة نجحت في نقل الصورة الحقيقية دون تهوين أو تهويل

الحراصي لـ"الرؤية": التناغم بين مؤسسات الدولة والمجتمع شكل ملحمة كبرى خلال "مِكونو"

 

◄ تأثر محطة الهيئة في صلالة.. وتضرر أستديو سهل أتين وسقوط عدد من أبراج البث

 

 

الرؤية - مدرين المكتومية

أكد معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، أن تجربة الأنواء المناخية على محافظتيْ ظفار والوسطى أظهرتْ المعدن الأصيل للشعب العُماني، والذي واجه هذه الأنواء بصبرٍ وجَلَدٍ، مستمدين من عراقة تجربته التاريخية في التعامل مع قسوة الطبيعة بشتى أشكالها.

وقال معاليه -في تصريحات خاصة لـ"الرؤية": لهذا أتت هذه الأنواء لتضيف نموذجا جديدا على هذه التجربة العريقة، وهي مدرسة عمانية صِرف؛ حيث الوقوف الصلب أمام عنفوان الطبيعة لا تماثله إلا الحصافة في استغلال الموارد المختلفة تنظيما وتنفيذا، شمل قطاعات ومؤسسات عديدة، وفِي وقت قياسي. هذا التنظيم والتنفيذ أدَّى -ولله الحمد- إلى الخروج من هذه الحالة بالحد الأدنى من الأضرار، وبدروس مهمة للمستقبل".

وأوضح معاليه أن السلطنة تعاملت مع الأنواء بمنظومة متعددة للتعامل مع المخاطر؛ اشتملت على مؤسسات الدولة ذاتها، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمع الأهلي نفسه والمواطنين، مشيرا إلى أن التناغم بين هذه العناصر مثل ملحمة كبرى قلّ نظيرها حتى في الدول ذات الخبرة الأعرق من ناحية البناء المؤسسي، ومن ناحية حجم الموارد المتوفرة لديها، والتي تمر عليها حالات مناخية أقل مما مرَّت به محافظتا ظفار والوسطى، فتخلِّف الكثيرَ من الأضرار في الأرواح والممتلكات. وتابع القول: أثبتت الحالة التي نعيشها حاليا عقب زوال الحالة المدارية، إنسانيةَ القوى الوطنية المختلفة التي لا نستخدمها في عُمان إلا للبناء والعمران الوطني، وليس لنقيضهما كما نشهد ونرى في أماكن شتَّى.

وفيما يتعلق بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، قال معاليه: أعددنا -ومنذ الأنباء الأولى عن الحالة- خطّة متكاملة شملتْ موارد الهيئة بمختلف قطاعاتها في مختلف المحافظات، خصوصا المركز الرئيسي في مسقط، وكذلك مكتب الهيئة في محافظة ظفار، وقد شمل هذا عملية توزيع للموارد البشرية من مذيعين ومراسلين ومهندسين وفنيين من شتى التخصصات، إضافة إلى ما يتطلبه نقل هذه الحالة من أجهزة بث وغيرها من أجهزة، كما أعدَدنا كذلك خططا بديلة في حالة انقطاع البث ليتم النقل من مواقع أخرى، وهكذا فقد أطلقنا برامجنا المفتوحة لمتابعة الحالة من مسقط ومن سهل أتين في صلالة، إضافة لأستوديو آخر في ولاية ثمريت.

وزاد معاليه قائلا: أعددنا خطة للمحتوى الإعلامي للتعامل مع الحالة تقوم على عناصر الهدوء، وذِكر الحقيقة دون تهويل ولا تهوين، إضافة إلى التحذير من مخاطر الحالة، وما تتطلبه تلك المخاطر من المواطن والمقيم، إضافة للتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة بإدارة الحالة وعبورها بأقل قدر من الأضرار، وقد آتت إدارة الحالة في الهيئة نفسها ومع المؤسسات الأخرى ومع المجتمع أُكلها في تجربة تغطية إذاعية وتلفازية فريدة، هي محل فخر الإنسان في السلطنة وخارجها، وقدَّمت صورة ناصعة ليس عن تقدُّم إذاعة وتليفزيون سلطنة عُمان فحسب، بل عمَّا وصلت إليه مؤسسات السلطنة المختلفة، وارتفاع مستوى الوعي المجتمعي في عُمان ولله الحمد.

وأوضح أنه وبطبيعة الحال تأثرت بعض موارد الهيئة جراء الأنواء المناخية القوية؛ فتأثرت محطة الهيئة في صلالة، وتعرض كذلك أستوديو سهل أتين لأضرار، إضافة إلى سقوط عدد من أبراج البث الإذاعي والتلفازي في مواقع مختلفة، غير أنَّ الرسالة الإعلامية الإذاعية والتلفازية لم تتأثر -ولله الحمد- بل ظلت وطوال فترة الأنواء في أعلى مستوياتها مؤدية الرسالة الوطنية الواجبة.

واختتم معاليه التصريح قائلا: أتقدم في النهاية بشكري الكبير لكل موظفي الهيئة بمختلف تخصصاتهم ووظائفهم، الذين تكاملتْ أدوارُهم تخطيطًا وتنفيذًا فيما شاهدتموه من تغطية للأنواء، وأتقدم كذلك بشكري لكل المؤسسات التي تكاملتْ أدوارها طوال الحالة مع دور الهيئة، وهو تكامُل تكلَّل بالنجاح للخطة الوطنية والإذاعية والتلفازية للتعامل الناجح مع الحالة.

تعليق عبر الفيس بوك