لن أتاخر عن الموعد


زهير بردى – العراق

 

دفء هذا الهذيان
يتدفق من جسم وردة خرساء تتكلم
من آدم يطمس سكون الكون في الماء
كمحبرة فارغة يأتي
هذا الهذيان من منفى الكلمات
من مرايا لا تثق بإيماءات جسدي
دفء هذا الإنصات المذهل آنفا
قبل ا ن يعطس الهواء
وتدوخ اللغة ويتعثر في الطريق النوء
وتقرا الطافحة بالغيب الحظ الهابط من بكاء آلهة
في فنجان قهوة مكسور
تسكن فيه إشارات فائقة الضوء
***

عذرا
هذه المقاعد ليس فارغة
الزقاق الضيق في قلب المدينة
مليء بالتوابيت
والملائكة يعودون إلى السماء
لان المقاعد
التي تزدحم فيها الجثث
إلى الآن تحترق
لتكرر الحياة
***

الوجود فوضى
والفوضى طلسم لا مرئي من العدم
وأنا لذلك ارمي الوهم
على ركام الوقت
لأدحر بقائي
***

الو ابق هناك
مكانك في تلك الحديقة
تلك التي قطعنا من دفئها القرنفل
وضوء الوردة
وقنينة نبيذ
لن اتاخر عن الموعد
أنا لأجل ذلك
لم أدخن أكثر من سيجارة
منذ شهر
اعرف انك بعيدة
كما اعرف أني أسير إليك
بلا موعد وتذكرة وبقدمين
تتقدمان مثل الجنود
إلى أمام
ربما إليك فقط
ابق مكانك
سأصل حتما
سنشرب الواين
ونحفر الروح
حتى يسيل جسدينا
الو
ابق مكانك
أنا الآن على مرمى يدي
وأنا الآن بين ذراعي امرأة
تطوق عنقي منذ ليلة أمس
لا عفوا بين يدي قلادة
نستها(تلك المرأة السوداء)
في الفراش ليلة غادرت
الو
لا ابق ِربما أنا أهذي
لا ترتبكي
ولا تتركي مكانك
أنا في حي بعيد
وبيدي تابوتي
ينقلني إلى المقبرة
ابق هناك
لن اتاخر كثيرا
***

أنا أبدا لم أكن صغيرا
فقط كنت بحجم صغير
كنت ابني من الطين حضارتي
على الأرض طبعا بأصابعي
وصار طبعي الأزلي
أومن بطلسم أصابعي
كنت ابني برجا بأعمدة فخمة وأقواس
أضع تفاحتين من المرمر العاجي والفخار أيضا
ومن الفضاء نسمة اسرقها
وفي كيسها الوردي بعض نجوم
ومن البراكين أيضا التقط ثقوبا
وحين يحمر نارها
اهدم البرج
كان ما كنت افعله مجرد رغبة
نمت دهرا بين الكتب مستفسرا لأرى
وكبرت صرت ابني من جسدي
برجين عاليين كقامة فضاء
واضع تفاحتين لينتين في فمي
والنجوم القيها كباز في الهواء على كتفي
تحرقني البراكين أنا الأبيض
من أعالي الجسد في اصعد للنار احمر
كل ليلة وابني لي البرج
مجرد رغبة

***
الطريقة الافضل لتكون قريبا من الورد وليس مثله ان تخرج كل يوم من ذاكرة طارئة وان ترقص في اشد الايام شاغرة في عينيك وان لا ينتابك حديث في الساعة المضيئة من نعوش ترغب ان تغادرعنكبوتا قليل الكلام ما زال هذه المرة يفك ازرار الحياة ويذهب الى شارع مزدحم بالحب وكيف يشبهني هذا الذي يثمل وحده ممتلئا بمثلي لا اعرف نكهتي بعد بدء تفكيري بجد وانا اتلمس وحدي من اكون

***
سآوي الى كلام قبل ان اتمدد جنب شبح لا يفكر الا بالتدخل البطيء ببعض تجاعيد مقوسة في سلم موسيقى المعبد وبعد منتصف الانعاش يتسلق الثلج ليصل الى كهوف عيونها بلا كائنات وترفرف كحلوى ملطخة باحمر شفتي حرب تتلطخ دائما بذنوب صغيرة ترقد تحت مقعد ارجوحة امام قبو صغير يمارس كل ليلة التلصص الى عصفور ينقر ثدي الضوء

***
في افول حياة اتية عشتها كاشلاء قلت من الضروري ان افكك تعويذة تتمتم كنبتة صبار مستحيل ان احدق في شبق ثقب ابيض فضفاض يتعرى امام وجدودي فيبصرني حرا اسمع ساعة سوداء تركض مذعورة وتصعد الى غيم وتتذكر فيما مضى وعلى كلاكيت منسي شربت في متاهة سقوط حر للشمس الهة تصب الفودكا في فم الظلام

***
لديَّ سببٌ بارد أن ألمسَ ذكرى تسردها بشبقٍ عذري امراة تريدُ أن تتحدث الي بكثافة رغبتها القصوى مع فارق قليل
ان استثني بعضا منها لاكون اكثر سعيدا ولمرة واحدة ابصر ساقي قمرمن سلالة ثلج وافكك غيمة بمقدار حاجة الماء مما ينبغي ان انهي ضجيج ورد امعن في غروره السليط وارتبك فرصة مشوهة من كلام مجنون يختص دائما بما ينبيء انه يتسكع في كاليري لتوقيع بسمة موديل تجلس مسترخية في لوح اثناء حالة انفصام

 

تعليق عبر الفيس بوك