مــــازلـــــــتَ


د. ريم سليمان الخش – باريس

مازلتَ تحبو بالشغاف معلّقا
وتُسيّرُ الشريانَ بحرا أزرقا
//
مازلت تلعبُ في شواطئ دهشتي
تبني قصورا بالكلام موثّقا
//
حتى إذا امتدت دموع شواطئي
أبقيتَ بنيان القصور ممزقا
//
مازلتَ شمس سواحلي ورمالها
ولماء روحيَ عاشقا متزندقا
//
إن بُحتَ أعطتكَ القصيدة صدرها
ويضوع عجزٌ بالشذى كي تعبقا
//
مازلت آدم بامتهان خطيئةٍ
لكنّ قلبيَ راحمٌ لن تُحرَقا
//
وكأن روحي جنّةٌ في نبعها
اغتسلت ذنوبك بالضياء لتُشرقا
//
وكأن ثغريَ كوثرٌ وحنينه
فاض ابتهالا جامحا متعشّقا
**
ظِلَلُ الغمام تبسمت حينَ اتكأْتَ
على الفؤاد مداعبا كي يورقا
//
وانثال في شغفِ القصيدِ مولّها
كاد القصيدُ بسرّه أن ينطقا
//
حين ارتسمْتَ على المسام زنابقا
وبدوت في غصن الهوى متعمشقا
//
مازلتَ طفلا دامعا منك الندى
ويحوك وشوشةَ الحروف مُعلِّقا
//
ويعيد منطقَةَ الكلام كما يشا
كذب الذي حاباك حتى تصدّقا
//
أوشت بحبك نجمةٌ غجريّةٌ
ليلا رأتكَ مع الحنين مؤرّقا
//
ليلا رأته على وساد فراشةٍ
هامت أمام ضيائه كي تَغرقا
//
والليل أطلق شدوَ وجدك عابثا
حتى يفيضَ من الشموعِ محرّقا
//
مازلتَ طفل حشاشتي وفؤادها
وشغاف حبٍ قد تركتَ ممزقا

 

تعليق عبر الفيس بوك