من وراء حجاب


كمال تاجا – دمشق

 

نشكر كل الذين
قدموا لنا
المساندة
وعن غير قصد
لحل مشاكل تورطنا
بالعشق
...
بعد أن تركوا لنا
ثغرة منسية    
تفضي إلى لمحة هنا
لنطل على دنو هناك
ونضطلع على
اقتراب موعد
...
ولم يأبهوا لشق
نافذة هناك
أو رد باب
لنرى بعاد
يترجل عن صهوة
هجران
...
وغفلوا عن إغلاق
فتحة ضيقة
لولوج لحظ
يتفقد لهفة
ضيق
توقف أنفاسه
بين غرف البيت

...
وسمحوا لطرفة عين
بأن تلمح
إطلالة رائعة
على فناء بيت واسع

...
وأخص بالذكر
كل الذين
تاه عن أذهانهم
ثقبٌ منسيٌ
في السور
يلحظه عاشق
يوصل بينه
وبين سماع
ترديد
أطوار وجده

...
وقد تناسوا
وعن غير قصد
فتحة بالجدار
تطل على حيز بسيط
يطلعك بلمحة سريعة
على سكن غافل

...
وأخص بالشكر
كل الذين غضوا النظر
عن عاشق
لكي يقف
كظل شرفة
يرفع ستارة
بإشارة من يده
ويغلق ردفة نافذة
كريموت كونترول
وعن بعد
...
ولكل الذين
لم يتابعوا ضبط
شدة الحرص
على بناتهم
أفلتوا الخيط
وأتاحوا له في أن يلقي
نظرة سريعة
على الداخل
والخارج معاً
ليرشف رحيق حسنها
وهي تطل عليه
وقد غلبها الشوق
ومن وراء ردفة
كل نافذة
...
وأمهلوه حتى
يشاهد بأم عينه
منقار نظراتها
وهي تفرط حبات قلبه
بين يدي
سحرها
...
وأبعث بتحية صادقة
لكل الذين
لم يدقووا النظر
في أطوار تنقلاته
وهو واقف
في كل زوايا المحارس
لحماية عشقه
من النوائب
ومن كل عارض
...
ولا هان البعد عليه
للوقوف على عتبات
أبواب موصدة
لسماع هسيس مبهم
كدبيب فئران تجارب
وجع القلب
على زجاج محطم
...
مع سماع وطء
خطوات بعيدة
تنتهي في فتحة فم
دهشة
تطلق أبواق خافتة
مع وقع أقدام
على أدراج هابطة
إلى وجهة
غير محددة
...
وغضوا النظر
عن صب مستهام
ليراقب طيفها يطوف
بكل أنحاء المنزل
ونبرة صوتها
عصفورة تزقزق
في غرفة المعيشة
...
بعد أن أوصلوا
بين العشاق
بأطراف أيد خفية
لتلويحات ممدودة
مع غمزات محدودة
بين اللثمات الطائرة
تضبطه
في كل زاوية
تخفى بها
حول موقع جريمة
العشق
...
وساهموا بمد
أسلاك
رعشات كهرطيسية
تقرع أجراس
تحذيرية
وتهتز لمرور
طيف
وتنكمش من الذعر
لقدوم شبح
وتفر بجلدها
من وقع أقدام
خيال عابر
لعاشق
يزوغ عن الأنظار
خوفاً من انكشاف
أمره
...
وعجزوا عن منع
فتى متلهف
من تسلق لبلاب الشرفة
أو الاختباء
وراء ردفة
باب موصد
على ارتجاف
دقات قلبه
...
وتركوا له المجال
للهروب
من شق نافذة
أو بالقفز عن سور
الحديقة
ولكن بعد سرقة
كف عدس
من غرفة المونة
وهو هارب
ليلاحق كلص
كسارق
كحرامي دار
حتى لا ينكشف أمره
...
ويسلم الشرف الرفيع
من الأذى
ومن أي
وصمة

 

 

تعليق عبر الفيس بوك