وقفة في وجه القتلة

مثّل البيان الختامي للقمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مدينة إسطنبول التركية، وقفة إسلامية قوية أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي وما ارتكبه من مجازر بحق الفلسطينيين العزل على الحدود مع قطاع غزة منذ أيام.

البيان شديد اللهجة تضمن عددا من المطالب بالغة الأهمية، في مقدمتها المطالبة بتحقيق دولي في المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، سقط فيها عشرات الشهداء والمئات من المصابين، وهذا التحقيق الدولي يجب أن يضم مختلف المؤسسات الدولية المعنية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية. ومن شأن هذا التحقيق أن يفضح الممارسات الإسرائيلية التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، وهي الحق في الدفاع عن الأرض، وحق التظاهر السلمي في وجه المحتل الغاصب، الذي يبسط نفوذه وجبروته دون وازع من ضمير إنساني وفي غياب تام للعدل وبدعم وتواطؤ من أطراف دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

البيان الختامي جاء متضمناً مطالب أخرى مشروعة، ومنها دعوة دول العالم إلى إدانة قرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة زاعماً أنها عاصمة للكيان الإسرائيلي المحتل، وهذه خطوة لطالما حذر منها قادة المنطقة ودعوا إلى عدم الإقدام عليها، لما ستشكله من غضب عربي وإسلامي عارم، ربما يتيح الفرصة لحركات العنف أن تستغل المشهد وتقدم على عمليات لا تُحمد عقباها.

إنَّ الإنسانية ترفض القتل على الهوية، وتأبى أن يشهر القاتل سلاحه في وجه الأبرياء العزل من المدنيين، ولذا جاءت القمة الإسلامية الاستثنائية لتقول كفى لكل من تسول له نفسه أن يحذو حذو القتلة من المحتلين، لكن هذه القمة ليست كافية بل تحتاج لدعم دولي يؤازر قراراتها ويُحقق أهدافها.

تعليق عبر الفيس بوك