بتنظيم من جامعة السلطان قابوس وبمشاركة لفيف من المختصين

"ملتقى ضريبة القيمة المضافة" يناقش التأثيرات الاقتصادية المتوقعة من التطبيق.. والخبراء يبرزون الفوائد على المالية العامة

 

مسقط - الرؤية

نظم مركز البحوث الإنسانية في جامعة السلطان قابوس وبالتعاون مع جماعة الدراسات العليا بالجامعة ملتقى اقتصاديا بعنوان "ضريبة القيمة المضافة"، أمس الثلاثاء، وذلك في مدرج الفهم في المركز الجامعة الثقافي.

وقال الدكتور ناصر بن راشد المعولي مدير مركز البحوث الإنسانية ورئيس اللجنة التنظيمية للملتقى إنّ هذا الملتقى يهدف إلى التعريف بمفهوم ضريبة القيمة المضافة، ودراسة التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة من تطبيق هذه الضريبة. وأشار المعولي إلى أنّ هذا الملتقى يهدف إلى مناقشة سياسات فرض ضريبة القيمة المضافة وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية. وشارك في الملتقى كل من الدكتور سعيد بن محمد الصقري رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية، وسليمان بن سالم العادي مدير عام الحصر بالأمانة العامة للضرائب، وحمد بن عامر الهاشمي مدير برنامج ضريبة القيمة المضافة بالأمانة العامة للضرائب، وأدار الحوار بين المشاركين الدكتور ناصر المعولي.

وتخلل الملتقى عدة فقرات ابتدأت بكلمة افتتاحية لأحمد الشماخي رئيس جماعة الدراسات العليا، تلاها كلمة مركز البحوث الإنسانية قدمها الدكتور ناصر المعولي مدير المركز ورئيس اللجنة التنظيمية للملتقى. تم بعد ذلك عرض ورقتين عمل كانت الأولى بعنوان: "ضريبة القيمة المضافة" قدمها حمد بن عامر الهاشمي مدير برنامج ضريبة القيمة المضافة بالأمانة العامة للضرائب، والثانية بعنوان: "ضريبة القيمة المضافة وتأثيراتها على السوق والاقتصاد الكلي للسلطنة" قدمها الدكتور سعيد بن محمد الصقري رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية.

وفي هذا السياق ذكر الدكتور المعولي أنّ فرض ضريبة القيمة المضافة أصبح في الواقع ضرورة تمليها المتغيرات الاقتصادية الحالية وتطلعا للمستقبل، مشيرًا في الوقت ذاته أنّ فرض ضريبة القيمة المضافة بدء في العام 1953 في فرنسا وأنها تطبق اليوم في أكثر من 150 دولة حول العالم. كما أشار الدكتور المعولي إلى أنّ ضريبة القيمة المضافة تعد أداة مالية ذات كفاءة عالية وتكلفة أقل في الاستخدام.

وقال سليمان العادي إنّ ضريبة القيمة المضافة هي ضريبة غير مباشرة تفرض على الاستهلاك وتتميز بآلية الاسترداد وذكر في السياق ذاته الأستاذ حمد الهاشمي أنّ ضريبة القيمة المضافة هي ضريبة على الاستهلاك تفرض على جميع أنواع السلع والخدمات المحلية أو المستوردة باستثناء المعفاة منها، كما تطرق إلى عدة مميزات تتميز بها ضريبة القيمة المضافة تتمثل في: أنّها حيادية لبيئة الأعمال ولها القدرة على توليد حصيلة كبيرة لكونها عامة على جميع السلع والخدمات وتفرض في كل مراحل التوريد.

وأبرز الدكتور سعيد الصقري إيجابيات ومميزات تتميز بها ضريبة القيمة المضافة وذكر أنّها تساهم في خفض العجز المالي والمديونية العامة، وتساهم في تنويع مصادر الدخل، كما ذكر أنّ الضرائب والرسوم تعد مصدر دخل مستدام، وأنّها تقلل من الاستيراد وبالتالي تحسن من الميزان التجاري والميزان العام للسلطنة.

أمّا عن الآثار الاجتماعية المتعلقة بهذه الضريبة، فذكر الدكتور سعيد الصقري أن اختيار نسبة 5% هو اختيار ذكي وموفق، وذلك كون تأثيره اجتماعيا سيكون أقل، كما ذكر أنّ هذه الضريبة تستثني عددًا من السلع الأساسيّة كما ستكون هناك ضريبة صفرية على بعض السلع وهذه كلها معالجات من شانها تخفيف حدتها على أصحاب الدخل المحدود.

وأشار سليمان العادي إلى أنّ تطبيق ضريبة القيمة يعتمد على مدى جاهزية القطاع بذاته، وأنّه يجب أن تكون هناك تشريعات واضحة لمراقبة تطبيق الضريبة على الخدمات كالخدمات غير الملموسة، مشيرًا في نهاية حديثه إلى أهمية دور الأكاديميين في توصيل الأهداف لفرض ضريبة القيمة المضافة لكافة الفئات.

وقد أثمر الملتقى عن فهم أكبر لماهية ضريبة القيمة المضافة وزيادة مستوى الوعي حولها، ويأمل المنظمون للملتقى أن يكون نقطة البداية لملتقيات اقتصادية أخرى من شأنها أن تعمل على رفد المشهد الاقتصادي بالسلطنة بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة المنشودة للسلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك