يَحرُس الليل بعينِ ذئبٍ موجوع



عائشة بنيس – بروكسيل


(1)
العصا التي فرّقت أصابعي
صارت ناياً
يبكي وجعي !!
(2)
يتلُو على التُّـراب حُروف جُوعهِ
يُلـملمُ سَكينَة الأموات
يُلملِمُ أحلامهم
ويَعودُ إلى الأحياءِ
مُثقلا بِحملهِ
(3)
يَحرُس الليل بعينِ ذئبٍ موجوع
يُلملـِمُ سوادهُ عند البُزوغ
يتأبّـطُ حِكمتهُ،
ويمضي في انتظار
ليلٍ جديد
(4)
وهو ينعطفُ إلى شارع جانبي
في مدينة العمر،
الْتفت إلى الوراء
حدّق في البعيد.. البعيــد
وتهتم:
كم كُنتَ وحيداُ يا قلبي
كم كنتُ وحيدا يا أنا!!
(5)
هذا الطريق الذي كان لنا
صار لغيرنا
لوِّح لهُ
ونحنُ نميلُ
إلى المُنعطف الإخير
(6)
مُخيف هذا التصحر
الذي بدأَ يزْحفُ عليها
ومرعبٌ جمُودهُ
أمام معالم الصحراء
(7)
لمْ ترجع الصّيف
لن تَعرق كفّ المِنجل
والخوابي..
لن تُغلقَ أفواهها
(8)
صِرنا نلتقي فقط على هامش التقارير
يأخُذنا الحديث عن الحروف الفخمة
وننسى الفواصل والنقط
ثُم تفترق  مزدحمين  بعلامات  التعجب

 

تعليق عبر الفيس بوك