بمشاركة صُنّاع القرار والعاملين في القطاع.. و4 أوراق عمل تبرز التحديات والاستراتيجيات

"رؤية 2040" تسلط الضوء على دور "إعلام المستقبل" في دعم مسارات التنمية عبر تكامل المؤسسات الفكرية والثقافية

 

 

  • الحسني: المبادرة تأتي في إطار استعداد القطاع الإعلامي للمتغيرات التي يشهدها العالم

 

  • الرحبي: نتطلع إلى دور الإعلام الوطني ليكون رافدا وداعما في كافة محاور الرؤية

 

  • حسني: الصحافة استطاعت الصمود في معركة البقاء مع وسائل الاتصال الإلكترونية

 

  • الكندي: إعلام المستقبل الذي ننشده يواجه عددا من التحديات التي تحتاج إلى تشخيص ومقترحات حلول

 

 

الرؤية – فايزة الكلبانية

انطلقت أمس الإثنين بجامعة السلطان قابوس فعاليات مبادرة إعلام المُستقبل التي ينفّذها مكتب الرؤية المُستقبلية عُمان ٢٠٤٠ تحت رعاية معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام، وبحضور سعادة طلال بن سليمان الرحبي، رئيس اللجنة الفنيّة برؤية عُمان٢٠٤٠، وسعادة الشيخ عبدالله بن سالم السالمي، رئيس لجنة الاقتصاد والتنمية برؤية عُمان 2040، وسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي، رئيس لجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات برؤية عُمان 2040، وسعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي، رئيس لجنة الإنسان والمُجتمع برؤية عُمان 2040، وخالد بن علي السنيدي، رئيس مكتب رؤية عُمان 2040. وتهدف المبادرة إلى إشراك القطاع الإعلامي في صياغة وبلورة رؤية عُمان 2040 واستشراف المُستقبل بالنسبة لقطاع الإعلام باعتباره أحد القطاعات الداعمة لتحقيق أهداف الرؤية، وتعريف العاملين في القطاع الإعلامي بدورهم الفاعل في بناء اتجاهات داعمة لمسارات الرؤية وذلك بمُشاركة مجموعة من صنّاع القرار والإعلاميين.

وأوضح معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني، وزير الإعلام على هامش الحفل، إنّ العمل الإعلامي على المستوى العالمي يشهد نقلات نوعية مطالًبا القطاع الإعلامي في السلطنة الاستعداد لمجاراة هذه النقلات عبر التركيز على تنمية الموارد البشرية تحقيقًا لتطلعات المستقبل.

وأشار معاليه إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار استعداد القطاع الإعلامي للمتغيرات التي يشهدها العالم واصفًا المشروع بأنه مشروع "متكامل" يبدأ من التعليم والمؤسسات الفكرية والثقافية معتبرًا أنه من هذا المبدأ تنطلق الرؤية المُستقبلية 2040 في اتجاه التكاملية بين مختلف الجهات لتحقيق المستقبل الأمثل للسلطنة.

واستقطبت المبادرة التي تأتي بشراكة مع وزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وجامعة السلطان قابوس ومركز التواصل الحكومي٢٥٠ من رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية والمحطات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة، ورؤساء التحرير ورؤساء القطاعات ومُديري العموم ومُديري الدوائر الإعلامية والكُتّاب والمُحررين ومُعدي ومُقدّمي البرامج، وأساتذة وطلبة الإعلام. وتناولت المبادرة ٤ أوراق عمل شملت المواضيع التالية: رؤية عُمان ٢٠٤٠، إعلام المستقبل: مستقبل الصحافة في عصر المنصات الرقمية، وإعلام المستقبل: الإعلام الجديد، والتخطيط الاستراتيجي وإعلام المستقبل في سلطنة عمان: تحديات ومعالجات، ومستقبل الإعلام في عصر التكنولوجيا الهادمة.

وقال سعادة طلال بن سليمان الرحبي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط ورئيس اللجنة الفنيّة برؤية عُمان ٢٠٤٠: إن مبادرة "كل عُمان" قد أنهت قبل أيام آخر محطاتها بـمسقط، بعد أن امتدت ستة أسابيع جالت خلالها كافة محافظات السلطنة، والتقت أبناءها الذين ما بخلوا بالمشاركة والمساهمة في هذا المشروع الوطني فتجاوز عددهم ثلاثة آلاف مشاركاً، انضموا إلى عدد المشاركين في فعاليات وأنشطة الرؤية التي سبق وشهدت مشاركة أكثر من 400 من المعنيين في ملتقى استشراف المستقبل، وأكثر من عشرة آلاف مشارك في حملة المختبرات الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاستطلاع الإلكتروني، سجلوا ما يزيد عن 20.000 تفاعل، ومائتي مشارك في ورش عمل الرؤية، عدا أعضاء اللجان المشاركين في إعداد وصياغة الرؤية ومجموعة ذوي العلاقة من القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد. وكان للإعلام العُماني في كافة هذه المراحل دور ملموس في تغطية فعاليات الرؤية في كافة الوسائل الإعلامية عامة، وفي تغطية مبادرة كل عُمان بشكل خاص، حيث كان هنالك ما يقارب من 155 تغطية إعلامية في وسائل الإعلام التقليدي، تم خلالها نشر أكثر من 65 تغطية صحفية و56 تغطية تلفزيونية و34 تغطية إذاعية. كما صاحَبَ هذه المبادرة نشاط إعلامي بارز في منصات التواصل الاجتماعي، هدف إلى ضمان وصول رسالة المبادرة إلى كافة شرائح المجتمع، فمنذ بدء الترويج للمبادرة في السادس عشر من مارس تم نشر 175 منشورا أصيلا على حسابنا بتويتر، وما يعادل 123 منشورا في كل من فيس بوك وانستجرام، علاوة على التوافر الدائم بهذه المنصات للرد على الاستفسارات الواردة، وبالمقابل كان التفاعل إيجابيا جدا وبنسبة وصول عالية، ذلك عدا تدشين الموقع الإلكتروني لرؤية عُمان 2040 الذي يقدم محتوى اعلاميا ومعلوماتيا متنوعاً، بالإضافة إلى تخصيص نافذة لتلقي المقترحات والمرئيات المتصلة بمحاور الرؤية.

وقال الرحبي: اليوم، ونحن نستكمل قصة النجاح، نتطلع إلى دور الإعلام الوطني في هذه المرحلة ليكون رافدا وداعما عبر تجسيد الإعلام المتخصص في كافة قضايا ومحاور الرؤية، واستخدام الوسائل الإعلامية بكافة قنواتها التقليدية والجديدة لأجل تكثيف التغطية الإعلامية لفعاليات الرؤية المستقبلية عُمان 2040. كما نتطلع أيضا إلى دور الإعلام ليكون شريكا في تحقيق الرؤية كما هو اليوم شريك في صياغتها، وذلك عبر تبني مسار إعلامي متفق على أهدافه وغاياته، ومنطلق لـ تنوير المجتمع بجهود الدولة بمختلف قطاعاتها في مسيرة تحقيق وإنجاز الرؤية، وتوجيه المجتمع نحو المشاركة في صياغتها، والاستفادة من كافة الوسائل الإعلامية الممكنة مستقبلا لتحفيز القطاعات المعنية بتحقيق الرؤية، وتطوير فهم واقعي لدى المجتمع عن المنجزات والتحديات والأدوار المختلفة بلغة إعلامية تراعي متغيرات العصر.

وأضاف: نعوّل على مبادرة إعلام المستقبل لتكون الإضافة الثرية لهذا السياق المستقبلي، لما لها من خصوصية وأهمية بالغة، ذلك أنّ نتاجها سيكون صورة وصوت عُمان في الداخل والخارج مستقبلا، وبها نعقد الآمال عليكم وعلى مساهماتكم التي نثق أنها ستستشرف مستقبلا رائدا للإعلام العُماني، وستمثل قيمة مضافة في جهودنا اليوم لصياغة المستقبل الذي نصبو إليه لأجيالنا القادمة؛ ففكركم وأقلامكم وكلماتكم هي التي ستدفع بقاطرة المستقبل نحو النجاح.

من جانبه قدم الHستاذ الدكتور حسني محمد نصر أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني- رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس ورقة حول مستقبل الصحافة في عصر المنصات الرقمية أوضح خلالها أن الصحافة الورقية ووسائل الإعلام التقليدية سوف تبقي في السوق الاتصالية لأسباب عديدة أبرزها أن تاريخ ونظريات وسائل الاتصال الحديثة يؤكد أنه ما من وسيلة جديدة استطاعت القضاء على الوسائل السابقة عليها، كما أن ظهور التليفزيون في منتصف القرن الماضي لم يقض على الراديو، وظهور وانتشار الإعلام الرقمي بمنصاته المتعددة لن يقضي تماما على الصحافة المطبوعة أو الراديو أو التليفزيون.

وأضاف أن الصحافة التي استطاعت الصمود في معركة البقاء مع وسائل الاتصال الإلكترونية، حيث إن الراديو ثم التليفزيون، يمكن أن تصمد في معركة البقاء في ظل وسائل الإعلام الجديدة لأنّها تعد المصدر الأول لمحتوى هذه الوسائل من خلال استغلال منصات النشر الرقمية الجديدة لتوزيع محتواها وتحقيق أرباح من ذلك يعوضها خسائر النسخ الورقية. مشيرا إلى أنّ الرسالة في هذه التطورات تبدو واضحة وهي أنّ الناس يرغبون في الدفع من أجل الحصول على صحافة ذات جودة عالية، لأنهم يدركون أنّ هذه الصحافة هي حجر الزاوية للديمقراطية والوسيلة المثلي لفهم العالم، وأنّ صحافة المستقبل سوف تكون عالية الجودة واستقصائية وموثوق بها ومدفوع لأجلها. وبذلك تتحول نقمة الإنترنت التي أخافت البعض على مستقبل الصحافة إلى نعمة عظمى للصحافة.

وألقى الدكتور عبد الله بن خميس الكندي أستاذ الصحافة المشارك، جامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان التخطيط الاستراتيجي و"إعلام المستقبل" في سلطنة عمان :تحديات ومعالجات قال فيها: تحتل وسائل الإعلام الجماهيرية مكانة مهمة في التخطيط الاستراتيجي باعتبارها مجالا من مجالات ذلك التخطيط في المقام الأو ، وأحد أهم ممكناته الرئيسة؛ ولكي تحقق وسائل الإعلام الجماهيرية هذه المكانة وذلك الدور في التخطيط الاستراتيجي ينبغي النظر إليها كقوة مستقلة من قوى حركة المجتمع وتنميته، وليس باعتبارها قوة تابعة أو مسيّرة تخدم رؤى وتطلعات المخططين الاستراتيجيين دون أن تقدم أسئلة نقدية- بنائية عن طبيعة ذلك التخطيط، وكفاءته، ومستويات تحققه، ونتائجه المتحققة أو المنتظرة، في مقابل إخفاقاته أو جوانب قصوره وكيفية تجاوزها.

وأضاف الكندي: تدرك السلطنة من خلال فريق رؤية عمان 2040 ومن خلال المؤسسات المعنية بالعمل الإعلامي، وأبرزها وزارة الإعلام، أهمية ودور وسائل الإعلام الجماهيرية في التخطيط الاستراتيجي، لذا جاء التفكير في "إعلام المستقبل" كجزء من هذا التخطيط. لكن "إعلام المستقبل" الذي ننشده مجتمعا ومؤسسات في السلطنة يواجه عددا من التحديات التي تحتاج إلى تشخيص ومقترحات حلول كما تحتاج إلى معالجات جوهرية علمية وتشاركية مع مختلف أصحاب العلاقة؛ وأبرزهم المجتمع الذي نخطط له، والمؤسسات المعنية بالقطاع الإعلامي والعاملين به. ويمكن تسمية أبرز التحديات التي تواجه "إعلام المستقبل "في سلطنة عمان على النحو التالي: تحديات هيكلية- بنائية، تحديات تنظيمية-تشريعية، وتحديات مهنية. وسوف تلخص هذه الورقة هذه التحديات وتقترح بعض المعالجات لكيفية مواجهتها بشكل يعكس أهمية وسائل الإعلام الجماهيرية ومكانتها في التخطيط الاستراتيجي عمان 2040.

وشارك في الجلسة الحوارية والتي أدارتها الإعلامية بثينة بنت عبدالعزيز البلوشية، معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصورالحسني -الموقر، وزير الإعلام، وسعادة طلال بن سليمان الرحبي المحترم، رئيس اللجنة الفنيّة برؤية عُمان 2040، وسعادة الشيخ عبدالله بن سالم السالمي، رئيس لجنة الاقتصاد والتنمية برؤية عُمان 2040، وسعادة د. حمد بن سعيد العوفي، رئيس لجنة الأولويات الوطنية ومواءمة الاستراتيجيات برؤية عُمان 2040، وسعادة د. سعيد بن حمد الربيعي، رئيس لجنة الإنسان والمُجتمع برؤية عُمان 2040، والفاضل خالد بن علي السنيدي، رئيس مكتب رؤية عُمان 2040.

الجدير بالذكر أنّ مُبادرة إعلام المُستقبل هي إحدى المبادرات الاتصالية التي يُنظّمها مكتب الرؤية المُستقبلية عُمان 2040 بغية تفعيل الإشراك المُجتمعي في صياغة وبلورة رؤية عُمان 2040 والوصول إلى أكبر قدر من شرائح وقطاعات المُجتمع المحلي.

تعليق عبر الفيس بوك